تقرير مصور.. "رسائل" الطلبة في حملة الاحتجاج الوطنية
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
لجنة الإعلام الوطنية
تقرير
عن حملة الاحتجاج الوطنية
صرخ الطلبة المغاربة مجددا، يومي الأربعاء والخميس 04 و05 مارس 2020، ووحدوا احتجاجاتهم تحت شعار: “لا للعبث بالجامعة العمومية”، في تحرك وطني عمّ غالبية الكليات والجامعات المغربية، بعدما دعت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى ذلك.
ودعت الكتابة الوطنية إلى هذا الاحتجاج من أجل التنديد بالعبث الذي تترجمه السياسات الفاشلة للدولة في منظومة التعليم والتعليم العالي.
ويشكل قرار فرض “البكالوريوس” الذي تعتزم الدولة تطبيقه بدءا من الموسم المقبل، والعودة من خلاله إلى نظام الأربع سنوات في تحصيل الإجازة الجامعية بعد تركه في العشرية السابقة، أحد مؤشرات العبث بالجامعة العمومية ومستقبل أبناء الوطن.
وبدأ الاحتجاج الطلابي الوطني، يوم الإثنين 02 مارس، بحملة إلكترونية واسعة، مؤطرة بشعار “لا للعبث بالجامعة العمومية”، وهو الشعار الذي تم اعتماده وسما للتغريد والتدوين، جمع استياء الطلبة المغاربة وشخصيات غيورة على الجامعة من نقابيين وسياسيين وحقوقيين في شبكات التواصل الاجتماعية، واستنكروا من خلالها سوء تدبير الشأن التعليمي في البلاد.
وبالتزامن مع انطلاق الاحتجاجات يوم الأربعاء 04 مارس 2020، عمدت الكتابة الوطنية إلى عقد ندوة صحافية في اليوم ذاته، من أجل عرض توضيحاتها بشأن عدد من القضايا المرتبطة بالجامعة، إلا أن “التعليمات” حالت دون عقدها.
فتفاجأ منظمو الندوة بمنعهم من الولوج إلى كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، كما تم منع الصحافيين،
ومعهم طلبة الكلية بما فيهم من كانت لديهم الامتحانات الاستدراكية، بعدما أغلقت الإدارة أبواب الكلية بالكامل.
ومن أهم محاور الندوة الصحافية الممنوعة، “تقديم خلاصات موقف الاتحاد من مشروع البكالوريوس”، و”عرض تقريره حول وضع التعليم العالي العمومي بالمغرب”، و”عرض الملف المطلبي الوطني”، فضلاً عن “عرض تفاصيل ومستجدات ملف الطلبة الثلاثة المطرودين بجامعة ابن زهر بأكادير”.
وتنوعت أشكال الاحتجاج في الجامعات استجابة لنداء الكتابة الوطنية، في كل من أكادير وطنجة والبيضاء عين الشق وبنمسيك والجديدة، وكذا بفاس والقنيطرة وتطوان ووجدة ومراكش، إضافة إلى سطات ومكناس وآسفي والرشيدية.
وترجم الطلبة من خلالها شعار “لا للعبث بالجامعة العمومية” إلى نقاشات موسعة وحلقات، وكلمات في القاعات والمدرجات ومسيرات في أرجاء الكليات.
احتجاجات الطلبة عبرت بصراحة عن رفض المقاربة الأمنية والقمعية في تعاطي الدولة مع قضايا الطلبة ومع نضالاتهم، وعبرت عن تنديدها بتضييق الخناق على منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومحاصرة أنشطتها في الجامعات.
واستنكر طلبة المغرب في احتجاجاتهم إصرار الدولة نهج أسلوب الانفراد بسياسات إصلاح الجامعة دون إشراك ممثليهم في اتخاذ القرارات وبلورة الإصلاحات، معتبرين أن هذه الإصلاحات تفتقد المقاربة الشمولية ولا تنبني على إرادة سياسية مسبقة، التي من شأنها أن تعطي المصداقية لأي خطوة جادة في الإصلاح.
ملف طلبة أكادير، الذين تم طردهم من الدراسة بقرار من رئاسة الجامعة، وتتم محاكمتهم بشكل صوري، طغى على هذه المحطة الوطنية، حيث عبرت الاحتجاجات الطلابية في الشمال والجنوب والشرق على أن استهداف طلبة أكادير هو استهداف للعمل الطلابي الراشد في الجامعة، وفصل آخر من فصول التضييق على المناضلين الأحرار، ودعوا بأصواتهم وحناجرهم وفي مسيراتهم وحلقاتهم رئاسة جامعة ابن زهر وكل من له يد في هذا الطرد وهذه المحاكمات إلى العدول عن ما وصفوه بـ “تصفية الحسابات” مع طلبة أبرياء ذنبهم الوحيد هو خدمة الطلبة.
وعبرت احتجاجات الطلبة يومي الأربعاء والخميس عن عدم الرضا تجاه السياسة الرسمية الموغلة في خوصصة التعليم العالي، معتبرين ذلك زحفا على الجامعة العمومية وحاملا نحو تهميشها، وضربا واضحا في شعارات “تكافؤ الفرص” التي جاءت بها مشاريع “الإصلاح”، ولاسيما الرؤية الإستراتيجية.
وجدد الطلبة المغاربة في احتجاجهم الوطني رفض القانون الإطار 51.17 المؤطر للمنظومة التعليمية التربوية، ومنهجية المصادقة عليه، وطريقة تنزيله، معتبرين إياه جرا للمنظومة التربوية نحو خدمة مصالح الطبقة الفرنكوفونية وإعادة التمكين للثقافة وللمبادئ الفرنسية وترسيخها في المجتمع، بعدما نجحت الحركة الوطنية في دحر الاستعمار والقضاء عليه.ولم يغفل الطلبة في احتجاجهم استنكار المحاولات البئيسة التي تقدم عليها الدولة من خلال وزارة الشبيبة والرياضة، من أجل مصادرة المقر المركزي للمنظمة النقابية “أوطم”، معتبرين ذلك جزءا من سياسة استهداف الجامعة والحركة الطلابية المغربية ليس في حاضرها فقط بالاعتقالات والتضييقات، بل كذلك في رموزها وتاريخها.
عن لجنة الإعلام الوطنية
07مارس 2020