بيــــــان : المذكرة الوزارية لن تحقق ما فشلت فيه سابقاتها
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الكتابة الوطنية
بيــــــان للرأي العــــام
حول “مذكرة” السيد الوزير
تداولت وسائل الإعلام مذكرة من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي إلى رؤساء المؤسسات الجامعية، مذكرة حملت “تعليمات” حول منع التظاهرات كيفما كان نوعها من أنشطة علمية وأكاديمية وثقافية ونقابية في الجامعة، التي تنظمها جهات غير تابعة للمؤسسات الجامعة حسب مذكرة السيد الوزير، وأثارت هذه المذكرة جدلا واسعا، ولم يشفع فيه التوضيح الإضافي للوزارة في نفس الموضوع.
المذكرة رغم الغموض الذي يكتنف أسلوبها وعباراتها، إلا أنها تحمل بين أسطرها أفكارا واضحة، وهي إخراج إنفرادي جديد من الوزير لما جاء في الدورية الثلاثية التي وقعت عليها ثلاث وزارات في الموسم الجامعي 1996-1997 بعدما استنفدت الدولة كل الوسائل، والتجأت إلى العنف عبر تكسير الجماجم وتهشيم عظام الآلاف من الطلاب، من أجل القضاء على العمل النقابي الراشد بالجامعات المغربية، وسِجِلات الأرشيف شاهدة على هذه المجازر. وتلت تلك المذكرة مذكرات أخرى كانت وفية لنفس المنهج الأمني القمعي الإقصائي، آخرها المذكرة الثنائية بين وزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية سنة 2014.
أيتها الجماهير الطلابية الحرة؛
إن المذكرة الوزارية لا تستهدف الأنشطة الثقافية والنقابية للفصائل الطلابية فحسب، بل تستهدف كل الأنشطة “كيفما كان نوعها” ومن أي جهة كانت، وينضوي تحت هذا العسف؛ طلبة وأساتذة باحثون وأكاديميون، وغيرهم ممن يشملهم الحرم الجامعي؛ المنتج للعلم والفكر والنخب، والامتداد الموضوعي لألوان الثقافة الوطنية المتنوعة، والانعكاس الحقيقي للوعي بالمصير المشترك لكل أبناء الشعب ومستقبل الوطن.
فالهدف الأساس بلا لف ولا دوران؛ هو استكمال تجريد الجامعة من الاستقلالية التي تميزت بها منذ عقود، والقضاء على الحرية التي فرضتها سواعد المناضلين الأفذاذ، محصِّنين إياها بالتضحيات الجسام وبالاعتقالات والاستشهادات، ومحصَّنين بالوعي التام بما يقتضيه الواجب. فهل جحافل القمع التي تستبيح الحرم بين الفينة والأخرى، معنية هي الأخرى بهذا المنع يا ترى، أم هي لا تحتاج أساسا إلى ترخيص؟
إننا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؛ بالرغم من أن هذه المذكرة الوزارية لن تحقق ما فشلت فيه سابقاتها، ولن تثني عزائم الأحرار من الطلاب وباقي مكونات الجسم الجامعي في مواصلة المشوار للنأي بالجامعة عن منطق التحكم والاستبداد، خدمة للأهداف النبيلة للمجتمع من بوابة الجامعة، فإننا نعلن للرأي العام ما يلي:
- تنبيهنا الدولة إلى خطئها الإستراتيجي بإضعاف كيان الجامعة، في وقت يتعين عليها دعمها بكل مكوناتها، ودعم روح المبادرة فيها، نظرا للأدوار المصيرية التي تضطلع بها حاضرا ومستقبلا في بناء الدولة والمجتمع؛
- دعوتنا الوزارة إلى سحب المذكرة المشؤومة، لما لها من عواقب في تجريد الفضاء الجامعي من مهامه الأساسية في دعم التنوع العلمي والفكري والثقافي والنقابي، الذي ينضاف إلى المهمة الأساسية في التحصيل
- اعتبارنا الجامعة ليست فقط مكانا للتدريس، بل هي منطلق بناء النخب العلمية والأكاديمية والسياسية والنقابية، وفضاء يجب أن يتمتع بالاستقلالية التامة، بعيدا عن التحكم والتوجيه الفوقي الذي يلغي شخصيتها المعنوية ومكانتها الاعتبارية، القيادية في المجتمع؛
- استنكارنا التضييق على الحريات النقابية، واعتبارنا أن الحرية هي أكبر المطالب التي سعت الحركة الوطنية والحركة الطلابية في الجامعة إلى تحقيقها والدفاع عنها؛
- اعتبارنا أن الجامعة فضاء تنعكس من خلاله تهممات الشعب المغربي العميق بكل فئاته، وهي إرث لكل الشعب ويجب حمايتها؛كما نجدد رفضنا للقانون الإطار 51.17.
- دعوتنا كل مكونات الجسم الجامعي من طلبة وفصائل وأساتذة وموظفين وإداريين إلى الوقوف صدا منيعا أمام مخططات تدجين الجامعة وإفراغها من محتواها؛
- تجديد دعوتنا لكل المكونات الطلابية لتجاوز واقع الفرقة والشتات والالتحاق بالإطار النقابي الطلابي الجامع “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” والجلوس إلى مائدة الحوار لفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة الطلاب والجامعة والوطن؛
- مساندتنا لكل القضايا الحية لشعبنا الأبي ولحِراكاته الاجتماعية وانتفاضاته المجيدة، وتضامننا مع طلبة الطب وطب الأسنان في القمع الذي يتعرضون له في معركتهم البطولية ضد الخوصصة؛
- استغرابنا من هروب الدولة إلى الأمام وهي تعرف من يمارس العنف علانية، وعوض قصده والقضاء عليه، تستغله للمزيد من إصدار قرارات مجحفة وعازلة أكثر الجامعة.
الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب
09 ماي 2019