بيان: من الإجازة إلى البكالوريوس .. التعليم بالمغرب حقل تجارب بالتناوب
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب
بـيـــــان
من الإجازة إلى البكالوريوس .. التعليم بالمغرب حقل تجارب بالتناوب
في سياق وطني تطبعه الاحتجاجات والاستياء من السياسات الرسمية، انعقدت ندوة رؤساء الجامعات يوم 22 فبراير 2019 بالدار البيضاء بإشراف من وزارة التعليم العالي استكمالاً لمخرجات لقاء مراكش من أجل بلورة إخراج جديد للهندسة البيداغوجية الجامعية الخاصة بسلك الإجازة، وبموجبها سيتم تجريب نظام جديد (البكالوريوس) خلفا للإجازة والعودة إلى نظام الأربع سنوات. وعلى ضوء هذا النقاش الذي لا ينفصل عن التوجهات الكبرى للدولة؛ فإن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تنويرا للرأي العام وقياماً بمهامه التاريخية، يؤكد ما يلي:
- إن هذا التوجه ينضاف إلى سجل من المخططات المترادفة في وقت وجيز، فبعد تمرير المخطط المشؤوم للتوظيف بالعقدة الذي يشكل بشروطه الحالية إجهازا على مكتسبات أبناء الشعب في وظيفة آمنة وقارة، مروراً بالنسخة المشوهة من الميثاق “المخطط الاستعجالي” الذي صرفت عليه ملايير الدراهم دون أن يضع حداً للفشل، بل وبدون محاسبة، وصولا إلى مشروع القانون الإطار 51.17 الذي يؤشر على إنهاء مجانية التعليم، وهو ما يجعل من الجامعة والمدرسة العموميتين مجالا لاستعراض السياسات الجديدة لكل وزير يتسلم زمام السلطة، كما يجعل منها ساحة للاغتناء الجشع، بمبررات سوسيو اقتصادية وسياسية، وبإملاءات من المؤسسات الدولية المانحة.
- إن القرارات الإصلاحية المستنسِخة للتجارب الدولية، المتعاقبة على المنظومة التعليمية وعلى غيرها من القطاعات الحيوية، دون تكييفها مع واقعنا المغربي، ودون الإشراك الفعلي للمعنيين الأساسيين من طلبة وأساتذة وهيآت مجتمعية؛ ليؤكد بالملموس طابع الارتجال والاستعجال والعبث، في غياب تام لأي دراسات دقيقة تقيم الحصيلة السابقة لنظام الإجازة، وفي غياب آليات مضبوطة للمحاسبة والمتابعة والتقييم والتطوير؛ سيبقى المجال مفتوحا أمام تكرار النتائج المخيبة نفسها.
- إن إيلاء الاهتمام في الإصلاحات التعليمية والجامعية للهندسات الشكلية وهدر الأموال، على حساب الظروف المناسبة للتكوين، وتوفير الأرضية الخصبة للجودة والرقي وتكافؤ الفرص؛ جزء لا يتجزأ من المعضلة.
- إن تغييب نقاش تعريب التعليم العالي؛ الذي لا يتنافى مع الإبقاء على لغات الانفتاح، خاصة الإنجليزية لما توفره أكثر من غيرها من اللغات لولوج التكوينات والمعرفة؛ مقابل التمكين للفرنسية في المناهج التعليمية بمسمى التناوب اللغوي لتكريسٌ للتبعية والتخلف، وإذكاءٌ للارتباك اللغوي في تحصيل العلوم.
- إن غياب التنصيص على آليات محددة مُلزمة للمحيط السوسيو اقتصادي في توفير فرص التداريب للطلبة، من الثغرات الواضحة التي تعاني منها منظومة التعليم الجامعي، وهو السبب الرئيس في توسيع الهوة بين الجامعة وسوق الشغل. وكل إصلاح لا يجعل هذا الورش على رأس أولوياته لهو إعادة لإنتاج الفشل.
- إن المعركة الوطنية التي يخوضها طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب من أجل ملفهم المطلبي العادل، جزء لا يتجزأ من نضالات الطلاب المغاربة والشعب المغربي، ضد مشاريع الخوصصة المستفحلة، ولإقرار مبدأ التكافؤ.
وبناء عليه فإننا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نعلن للجماهير الطلابية والرأي العام الوطني ما يلي:
- تأكيدنا على مضامين “المذكرة المطلبية المستعجلة” التي وجهناها للوزارة ورئاسة الحكومة بتاريخ 05 فبراير 2019، حول مطالبنا المستعجلة وملاحظاتنا حول مشروع القانون الإطار؛
- عزمنا على الاستمرار في خوض الأشكال النضالية السلمية دفاعاً عن الجامعة العمومية وحُرمتها، وندعو كل مكونات الجامعة والشعب المغربي إلى التكتل صوناً للمكتسبات التاريخية لشعبنا وتحقيقاً للمطالب العادلة والمشروعة في تعليم حر وعادل وجيد؛
- استمرارنا في حملة الغضب الوطنية التي أطلقناها بربوع الجامعات المغربية تحت شعار: “جميعا ضد إلغاء مجانية التعليم“، ودعوتنا كل الفروع الطلابية إلى تكثيف الاحتجاجات ضد السياسات العبثية والإقصاء الممنهج لآراء الطلاب وممثليهم؛
- مساندتنا المطلقة واللامشروطة لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في نضالهم دفاعاً عن الجامعة العمومية، ومن أجل تحقيق الشروط المناسبة لتكوين يليق بالطلبة الأطباء؛
- تضامننا المطلق مع كافة قضايا الشعب المغربي (معتقلي الريف وجرادة، الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، اتحاد التنسيقيات التعليمية..) وتأكيدنا على بقاء الاتحاد وفياً لكل قضايا الشعب العادلة.
الكتابة العامة للتنسيق الوطني
27 فبراير2019
