بيان: السلطات تضيف جريمة التدخل “الهمجي” فوق جريمة منع ملتقى القدس بالقنيطرة

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

الكتابة الوطنية

بيان: السلطات تضيف جريمة التدخل “الهمجي” فوق جريمة منع ملتقى القدس بالقنيطر

في سابقة خطيرة، كاشفة عن حجم الاختراق الصهيوني للجامعة المغربية كما باقي المرافق، لم تكتف رئاسة جامعة ابن طفيل بإصدار بلاغ منع ملتقى القدس في نسخته الخامسة يوم أمس وتعليق الدراسة لثلاثة أيام،، بل انخرطت معها القوات العمومية بشتى ألوانها لتفريق وقفة يحتج فيها الطلبة على قرار المنع زوال اليوم 12 أبريل 2022 أمام الكلية، ونتيجة تدخلها “الهمجي” اعتقل 24 طالبا إلى حدود كتابة هذا البيان بينهم الكاتب الوطني، وعضوان بالكتابة الوطنية، واحتجازهم داخل سيارات الأمن والاعتداء عليهم بشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي لساعات قبل إطلاق سراحهم، وبالتوازي مع الاعتقال شنت حملة اعتداءات ومطاردات هستيرية في الشوارع والأزقة والمحيط الغابوي للمركب الجامعي بالقنيطرة ونتجت عن هذه الاعتداءات كسور وجروح ورضوض وإغماءات. وسبق هذا التدخل تطويق لمحيط المركب بدوريات لقوات الأمن من كل الأبواب والمداخل المؤدية إليه منذ الساعات الأولى من الصباح مع تفتيش المارة في الشارع المحاذي.

قرار منع تنظيم ملتقى القدس في نسخته الخامسة، الذي أصدرته رئاسة الجامعة بالقنيطرة استندت فيه إلى الوضعية الوبائية بالمغرب وهي ذريعة لم تعد مقبولة بينما الجميع يتابع تظاهرات رياضية وفنية عبر الأثير بحضور عشرات الآلاف من الجمهور، والذريعة الثانية هي كون النشاط يحضره طلبة من مختلف الجامعات المغربية، وكأنها سابقة في تاريخ الجامعة ولم يسبق أن نظم نشاط مثل هذا، أما الذريعة الأخرى فهي مشاركة هيئة مدنية مغربية لنصرة القدس وفلسطين في النشاط، وكأن توصيات الوزارة الوصية الداعية إلى انفتاح الجامعة على محيطها غير مرحب بها في جامعة القنيطرة.

فإذا كانت الجامعة في مقابل كل ذلك مفتوحة في وجه التطبيع مع الكيان الصهيوني بتوفير الغطاء الأمني الاستثنائي لأنشطته (القنيطرة، الرباط، أكادير…)، فإن مبررات رئاسة جامعة ابن طفيل بمنع الملتقى أقل ما يقال عنها سخيفة، وتفتقد إلى قوة الحجة إلا حجة تنفيذ التعليمات المخزنية التي أعلنت ولاءها للصهيونية، لتلتقي بذلك رائحة الصهينة مع رائحة الاستبداد ويتجاوز الأمر منع أنشطة المعارضين إلى منع أنشطة مرتبطة بالأقصى المبارك والقدس الشريف التي يرأس المغرب لجنته، والتي تعتبر قضية كل المسلمين.

إننا إذ نؤكد أن قرار المنع غير مشروع، وأنه يفتل في حبل تقزيم أدوار الجامعة وفرض الوصاية عليها، لاعتبار أن الجهة المخول لها الحسم فيه هي المؤسسات التقريرية كمجلس الجامعة ومجالس الكليات بمشاركة فعلية للأساتذة والطلبة في اتخاذ القرار، فإننا نعلن للرأي العام ما يلي:

– استنكارنا الشديد للتدخل الهمجي للقوات العمومية في حق وقفة سلمية أمام الكلية تندد بمنع ملتقى القدس بدون مبررات معقولة؛

– نحمل السلطات مسؤولية السلامة الصحية للطلبة الذين طالهم التعنيف والتعذيب النفسي والجسدي؛

– ندق ناقوس الخطر إلى أن سموم الصهيونية أخذت تتوغل في كل المرافق ودواليبها ولم تسلم منها الجامعة؛

– استنكارنا لمنع فعاليات ملتقى القدس الخامس بتعليمات تؤكد الوصاية المفروضة على الجامعة وتسحب الصلاحيات من مجالسها المسؤولة.

– تشبثنا بحقنا في إقامة أنشطتنا المعتادة، وبحقنا في استضافة من نشاء وقتما نشاء في أي جامعة نشاء وعدم التشويش على استقلالية منظمتنا العتيدة بقرارات المنع الشاردة؛

– دعوتنا جميع الفروع الطلابية إلى تنظيم أنشطة تحسيسية لفضح سياسة التطبيع والمطبعين ضدا على إرادة مكونات الجامعة المغربية؛

– تحميلنا رئاسة الجامعة مسؤولية هدر الزمن الجامعي الناتج عن قرار إغلاق الكلية لمدة ثلاثة أيام إرضاء للهوى الصهيوني؛

– مطالبتنا الدولة بإلغاء قانون الطوارئ الصحية الذي صار شماعة للتغطية على قرارات المنع والتضييق في حق الأنشطة التي ترفضها السلطة مقابل فتح المجال العام لكل أشكال التجمعات الأخرى؛

الكتابة الوطنية

القنيطرة

12 أبريل 2022