لا شك أن الجميع تابع هذه الايام، احتجاجات طلابية ستبقى راسخة في التاريخ برزت من جيل ظن الجميع انه خاملاً منهزماً ومهدوداً، في حين أثبتوا أنهم رجالا لا يهابون الصعاب، وأبانوا عن صمود قل نظيره، وستضرب به الأجيال الاحقة المثل في عدم استكانته وتوانيه في مطالبته بحقه المشروع.
فالفخر كل الفخر أن أكون مع هذا الجيل الذهبي الذي قام يناهض الظلم المسلط على رقاب الطلاب في ربوع الجامعات المغربية، وفي كلية الحقوق بطنجة خاصة؛ الكلية التي درست فيها ورأيت فيها الطريقة البشعة التي يهان بها الطالب على مرأى ومسع الجميع، إلى أن خرجت هذه الانتفاضة الطلابية المباركة بحول الله، الذي أراد ان يكتب لهذا الجيل تاريخا ذهبياً يحفظه الأبناء ويتعظ به الأحفاد.
ظنت الادارة المتغطرسة أنها باستباحتها للحرم الجامعي وإقحامها للقمع البوليسي داخله بشكل بشع ومخزي وما تخلله من اعتقالات وضرب وتنكيل…، أن كل هذا سينال من عزيمة الطلاب في مواصلة الاحتجاج وفضح الفساد الإداري المعشش داخلها، فكان ما كان من بطولات وصمود كبير للطابة أمام أخيها الطالب، فتحية عالية للطالبات أمهات الغد، المعول عليهن في صناعة جيل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
معركة كلية الاقتصاد طنجة؛ معركة انتصرت قبل بدايتها، وهاهي اليوم تحقق هذا الإنجاز البطولي الذي شهد له القاصي والداني، فلا يهم حجم التضحيات مقارنة بحجم الانجازات الرائعة التي كشفت الغطاء عن جزء يسير من الفساد الاداري والاندحار التربوي الذي ينخر كل المؤسسات.
معركة حققت إنجازات مهمة ، نجملها في تسع نقط مهما كان حجم الذين استطاعوا أن يرضو بالذل وبيع الذمم، وهي كالتالي:
1- أن النضال الذي يلتحم فيه الطلاب يكون وقعه صعبا ومريرا على المفسدين؛ وهذا ما اغاض العميد وإدارة الكلية عندما أقحموا الأمن في لعبتهم.
2- نضال راق وسلمية مدهشة، أبانت عن وعي طلابي كبير ، والتي سيذكرها التاريخ في صفحاته الناصعة.
3- قيادة طلابية متميزة استطاعت أن تعبئ الجماهير بحكمة وروية وعدم الانجرار إلى المجهول.
4- تعرية وجه الفساد وإظهار حجمه؛ من خلال الامتناع عن تحقيق مطالب الطلبة رغم بساطة ملفهم.
5-اعتقالات وتدخلات أمنية قوية، اظهرت قوة الطلبة وصمودهم وتشبثهم بمطالبهم المشروعة وسلميتهم التي هي أقوى سلاح في وجه الظالمين.
6- عسكرة ومحاصرة الجامعة التي أسقطت زيف الشعارات الرنانة التي تتغنى بإصلاح منظومة التعليم.
7- المواكبة الاعلامية والحقوقية والسياسة والالتفاف الشعبي الكبير، وضع الادارة والمؤسسات في حرج كبير أمام الرأي العام، فأي قيمة لشهادة جامعية الكل يشهد بفساد إدارتها وانتشار المحسوبية والزبونية فيها.
8- استمرار المعركة وعدم حصرها بالدورة الاستدراكية.
9- كسب تعاطف الهيئات الحقوقية والجمعوية ومساندتها للاحتجاجات الطلابية ومشاركتها في فضح هذه الجريمة الأخلاقية والادفاع عن القيم والمعرفة.
وما ضاع حق وراءه مظلوم