الكتابة الوطنية للاتحاد تصدر بيانها حول الدخول الجامعي الجديد لموسم 2024/2025
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وحزبه
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الكتابة الوطنية
بيان الدخول الجامعي الجديد لموسم 2024-2025
انعقد يوم الإثنين 14 أكتوبر 2024 لقاء الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكان اللقاء فرصة للوقوف عند المجهودات الجبارة التي بذلها مناضلو ومناضلات الاتحاد خلال الحملة الوطنية لاستقبال الطالب الجديد للموسم الجامعي 2024-2025، تحت شعار: “الطلبة الجدد بالمغرب ا!لأقصى يدعمون طوفا!ن ا!لأقصى” وقد شملت الحملة 38 مؤسسة جامعية بمختلف الجامعات المغربية، فلم يدخروا جهدا في تسهيل عملية تسجيل الوافدين الجدد وتقديم الدعم والتوجيه اللازمين لهم لتيسير اندماجهم في المحيط الجامعي، ووقف أعضاء الكتابة الوطنية أيضا عند المجهودات الكبيرة التي قامت بها هياكل الاتحاد خلال الإضراب الوطني الأول التضامني مع طلبة الطب، والإضراب الوطني الثاني خلال نفس الأسبوع إحياء لذكرى السابع من أكتوبر ودعما للمقا.ومة.
انعقد اللقاء في سياق استمرار حر..ب الإ..بادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال ا!لصهيوني في حق أهلنا في غزة لأزيد من سنة، بدعم أمريكي كامل وخيانة عربية رسمية مخزية، وأمام إخفاق تام للمؤسسات الدولية في ردع هذا ا!لكيان المارق وإجباره على الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية واحترام القانون الدولي، وفي إطار هذا الدعم العسكري والسياسي والإعلامي والدبلوماسي يواصل المجرم ناتنياهو وزبانيته في حصد آلاف الأرواح من الأطفال والنساء خصوصا في شمال القطاع بشكل جنوني، وبموازاته يستمر في استهداف الضاحية الجنوبية في لبنان انتقاما من جبهة المقاومة التي ساندت غزة منذ السا!بع من أكتوبر، فضلا عن تنفيذه سلسلة من الاغتيالات لقادة المقا!ومة بعد غرقه في وحل غز..ة وعدم قدرته على تحقيق أهدافه من الحرب، وأمام كل هذه الغطرسة الصهيوأمريكية لايزال أهلنا في غز..ة ثابتين ومرا..بطين في ثغور الجها!د، يرسمون صورا تاريخية واستثنائية للصبر والمقا!ومة، وينوبون عن الأمة في الدفاع عن شرفها وكرامتها والدفاع ا!لأقصى المبا!رك الشريف.
وفي السياق المحلي يواصل الشعب المغربي الأبي في إسناد المقاومة ويناضل في كل الجبهات لإسقاط مخططات ا!لتطب..يع البئسية تعبيرا منه عن تشبثه بالحق ا!!لفلسطيني وانخراطه الكامل في معركة التحرير الكامل لأرض فلس.طين من البحر إلى النهر وكنس الصهاينة الغاصبين من الأرض المباركة، ويواصل طلاب المغرب الأحرار كذلك في إطار نقابتهم العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في دعم قضيتهم المركزية داخل الجامعات وخارجها منذ بداية الحرب على أهلنا في غزة، حيث نظموا أزيد من 400 تظاهرة وفعالية طلابية داعمة للمقاومة وضد ا..لتطبيع داخل الجامعة وخارجها، وكان آخرها الحملة الوطنية لاستقبال الطلاب الجدد التي نظمت بشعار وأشكال ومضامين ف.لسطينية تدعم المقا!ومة وتفضح مخططات ا!لتطبيع، خصوصا ذات البعد الأكاديمي التي تورطت فيها مجموعة من الجامعات ضدا عن إرادة مكونات الجامعة، والإضراب الوطني الشامل إحياء لذكر..ى السابع من أكتوبر الذي شاركت فيه 30 مؤسسة جامعية.
وفي نفس السياق يتابع الجميع الاحتقان الاجتماعي نتيجة الفشل المستمر للدولة في تدبير السياسات العمومية بمختلف القطاعات الحيوية. ويظهر ذلك بوضوح من خلال استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، حيث استفحلت سياسة التفقير الممنهج وزيادة أسعار المواد الأساسية، ما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطن، وتبرز أيضًا مشكلة البطالة التي ارتفعت من 12.9% إلى 13.7% خلال الفصل الأول من السنة الجارية، وفقًا لمعطيات المندوبية السامية للتخطيط، ولا يمكن إغفال ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي بلغت مستوى ينذر بالخطر، إذ شهد شاطئ الفنيدق نهاية هذا الصيف عمليات هروب جماعي لشباب وأطفال صغار في ظروف قاسية.
وفي السياق ذاته ينطلق الموسم الجامعي الجديد في إطار استمرار فشل الوزارة الوصية في تدبير كل الملفات البيداغوجية والعلمية والاجتماعية، والتقارير الرسمية والتصنيفات الدولية وحالة السخط التي يعيشها ويعبر عنها كل مكونات الجامعة أكبر تأكيد على أننا أمام أزمة عميقة ومركبة يراد لها أن تستمر ويزيد عمقها واتساعها، على اعتبار أن الدولة قد حسمت اختياراتها منذ ثلاثة عقود، وأصبحت مجرد أداة تطبق بنجابة عالية قرارات وتوصيات المؤسسات المانحة التي تلزمها بالتخلي عن التكوين العمومي. وبعد مرور سنة على تطبيق المشروع البيداغوجي الجديد الذي جاءت به حكومة الكفاءات الذي تم فرضه ضدا عن إرادة الأساتذة والطلاب، كونه صادر بإرادة فوقية وانفرادية ودون إشراك فعلي وحقيقي للمعنيين الأساسيين به، وشابته مجموعة من الاختلالات القانونية والمنهجية أثناء الصياغة والتنزيل، وكونه يفتقد للحد الأدنى من مقومات إصلاح بيداغوجي حقيقي وشمولي، بل يمكن اعتباره مجرد نسخة مشوهة للمشروع السابق جاءت بتعديلات تقنوية و أخرى تخريبية تستهدف التكوين العلمي الرصين، وتحاول مهننة التكوين الجامعي وإفراغه من أي مضمون علمي ومعرفي، حيث تم حذف بحث التخرج بجرة قلم وحذفت 8 وحدات أساسية، وتم إغراق التكوين بوحدات المهارات واللغة، وبغض النظر عن هذه الاختلالات العميقة، فقد سبق التنبيه قبل تنزيل مشروع إلى صعوبة تدريس هذه الوحدات بالنظر لغياب الموارد البشرية المتخصصة، وهو ماوقع خلال الموسم الجامعي المنصرم، حيث أسندت هذه الوظيفة للأساتذة رغما عن إرادتهم ودون أي تكوين أو دليل وصفي مؤطر، وهو لعمري عين الارتجال والتخبط، ووسط هذه العشوائية تستمر أزمة الاكتظاظ وتدني مستويات التأطير البيداغوجي التي وصلت في بعض التخصصات إلى أستاذ لكل 200 طالب بسبب قلة الموارد البشرية وارتفاع عدد الوافدين الجدد، الذي يزداد سنة بعد سنة، حيث وصل إلى مليون و300 ألف طالب خلال السنة الماضية أي بارتفاع قدره 6,8 بالمائة مقارنة مع الموسم الذي قبله، مع العلم أن مايفوق عن 80 بالمائة من هؤلاء الطلاب يدرسون في المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، وأمام هذه الزيادة المضطردة وإحالة عدد من الأساتذة على التقاعد وعدم تعويضهم بالنسبة المطلوبة بسبب سياسات التقشف المفروضة على قطاع التعليم عموما في المغرب تطرح عدة أسئلة؛ هل أزمة بهذا الحجم وبهذه التعقيدات يمكن حلها بمشروع بيداغوجي جزئي وتقني؟ هل يمكن حلها بمقاربات انفرادية وإقصائية؟ وهل يمكن حلها في ظل غياب إرادة حقيقية للإصلاح؟
ومن أبرز مظاهر هذا الفشل الرسمي هو ملف طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، حيث مرت أزيد من عشرة أشهر على انطلاق معركتهم، ولازال أزيد من 20 ألف طالب وطالبة صامدين ومتشبثين بمطالبهم المشروعة دفاعا عن جودة التكوين الطبي وجودة العرض الصحي، هذه المعركة التي تابع أطوارها وتفاصيلها كل مكونات الشعب المغربي، وشهدوا درجة الوعي والتعقل والحكمة التي تعاملوا بها تجاه ردود الأفعال البئيسة للوزارتين الوصيتين طيلة المعركة، فرغم طردهم وحل مكاتبهم الطلابية واستهداف قيادتهم واستدعاء بعضهم لمخافر الشرطة قصد التخويف والترهيب، ومنعهم من حقهم في التنظيم والتعبير لوأد فعلهم النضالي المشروع واجتثاث حضورهم في الكليات، لم ينجروا للحظة واحدة إلى أي نوع من أنواع العنف أو الخروج عن الصواب، رغم كل حملات التضليل والتشويه التي قام بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي في خرجاته الرسمية والإعلامية وكذا بعض المواقع الإعلامية المأجورة لشيطنة نضالهم الراشد، بل كانوا دائما منفتحين ويبحثون عن حل واقعي ومنطقي، ويستجيبون لكل المبادرات التي قادتها مجموعة من المكونات سواء التي كانت بحسن نية أو التي كانت لأجل الركوب على معركتهم وتوظيفها سياسيا وانتخابيا.
لقد تبددت 300 يوم من الزمن الجامعي ظلما وعنادا، والجميع يشهد أن طلبة الطب والصيدلة قاموا بواجبهم كاملا في الدفاع عن الجامعة المغربية وعن التكوين الطبي العمومي الجيد، وسطروا معركة تاريخية وبطولية ستسجل بمداد الفخر والاعتزاز في تاريخ نضالات الحركة الطلابية المغربية، ولا يمكن تحميلهم أكثر مما تحملوا، وإنما ينبغي أن يتعبأ كل مكونات الجامعة وكل فضلاء وعقلاء هذا الوطن بشكل فوري وجدي ومسؤول لوقف هذا النزيف وهذه الأزمة التي سيدفع ثمنها الوطن، وسيسجل التاريخ أن السنة ” السوداء ” كانت جواب حكومة “الكفاءات” تجاه مطالب الطلبة المعقولة و المشروعة، وستبقى وصمة عار على جبين كل من تسبب في الوصول لهذا الوضع.
وعليه، وانطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية في الدفاع عن المطالب المادية والمعنوية للطلبة المغاربة، ووقوفنا ضد السياسات التخريبية التي تستهدفهم، نعلن للرأي العام والطلابي مايلي:
تنويهنا بمناضلي ومناضلات الاتحاد الذين يبذلون كل الجهد في كل الجامعات المغربية لخدمة الطلاب وإعطاء النموذج الأمثل في البذل والتضحية ونكران الذات، وندعوهم للاستمرار واستفراغ الوسع في الدفاع عن قضايا الطلاب العادلة و قضايا الشعب المغربي الحر، ونصرة القضية ا..لفلسطينية ودعم المقا!ومة واتخاذ الوسائل المشروعة لفضح التطب.يع ومناهضته إلى حين إسقاطه؛
ترحمنا على شهادءنا الأبرار في فلسطين ولبنان، ودعمنا الكامل لمقا!ومتها في غز..ة وفي الضفة الغربية وفي كل محاور المقا!ومة الذين يدافعون عن شرف الأمة وعزتها، ويبذلون الغالي النفيس لتبقى جذوة المقاومة مشتعلة حتى تحرير ف.لسطين وكل الأوطان العربية والإسلامية المغتصبة؛
تنديدنا بالمجازر الوحشية التي لايزال الكيا!ن الغاصب يرتكبها لأزيد من سنة في حق أهلنا في غز..ة خصوصا في شمال القطاع، ودعوتنا المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الإبادة الجماعية التي أسقطت أزيد من 50000 ألف شهيد أمام مرأى ومسمع من العالم بأسره، وتنديدنا بالخيانة التي تقوم بها الأنظمة العربية الرسمية المتخاذلة والعميلة؛
تضامننا ودعمنا لطلبة الطب في معركتهم البطولية، وتحميلنا الدولة المسؤولية الكاملة في حل هذا الملف طلبة، ومطالبتنا بالتدخل العاجل والمسؤول لإنقاذ التكوين الطبي من العبث والتخبط والارتجالية، ورفضنا القاطع لأي حل لا يستجيب لمطالب الطلبة العادلة والمنطقية وفي مقدته التراجع الكلي عن جميع قرارات الطرد والتوقيف وقرارات حل مكاتب الطلبة؛
تحميلنا الدولة المغربية مسؤولية فشل كل مشاريع الإصلاح المتعاقبة على الجامعة، وتأكيدنا على حتمية فشل التعديل البيداغوجي الجديد لسلك الإجازة كونه يحمل بذور فشله في ذاته، وكون المنطق يؤكد على أن نفس المقدمات ستؤدي لنفس النتائج ونفس المدخلات ستنتج نفس المخرجات؛
نطالب الدولة بإعادة النظر في كل السياسات الاجتماعية الفاشلة التي تستهدف الطلاب وفي مقدمتها المنحة الجامعية الهزيلة التي لايستفيد منها سوى ثلث عدد الطلاب، والتي لا تكفي حتى لتغطية واجبات الكراء، ناهيك عن الغلاء المفزع للأسعار، ثم السكن الجامعي الذي لا يغطي سوى 5 بالمائة من الطلبات دون الحديث عن جودة هذا السكن وجودة الخدمات الكارثية المقدمة، وفي مقدتها خدمات الإطعام الجامعي الذي يتسبب سنويا في وقوع العشرات من حالات التسمم متفاوتة الخطورة؛
دعوتنا كل مكونات الجامعة والمجتمع لتحمل مسؤوليتها الكاملة في الدفاع عن طلبة الطب والصيدلة والضغط بكل الوسائل المشروعة لحل هذا الملف، والتكتل في جبهة واحدة لحفظ كرامة الطالب المغربي والأستاذ وكل العاملين في الجامعة، والدفاع عن استقلالية الجامعة وحمايتها من الأمننة والعسكرة والاختراق ا!لصهيو..ني؛