الكتابة الوطنية لأوطم: تصدر بيان الدخول الجامعي وتصف الوضع بالجامعة بالوضع المتأزم، والغارق في تسونامي التطبيع.
بيان
عقدت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب لقاءها الافتتاحي، يوم الإثنين26 شتنبر بجامعة ابن طفيل، بعد إسدال الستار على الحملة الوطنية لاستقبال الطالب الجديد في جميع الجامعات المغربية طيلة الشهر الجاري، وقد وقف أعضاء الكتابة الوطنية عند المجهودات الجبارة التي قدمها مناضلو ومناضلات الاتحاد خلال هذه الأيام، الذين استفرغوا كل الوسع في توجيه وإرشاد الوافدين الجدد، ولم يدخروا جهدا في تيسير وتسريع اندماجهم داخل الفضاء الجامعي، وتبديد الهواجس والتخوفات التي يحملونها تجاه الجامعة. ولم تكن هذه السنة بدعا من السنوات الماضية، فقد أصبح التضييق والتشويش على عملية الاستقبال في بعض المؤسسات أمرا معتادا، حيث سجلنا مجموعة من الخروقات الحقوقية في بعض المؤسسات، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، كلية الشريعة بآيت ملول، كلية الحقوق بسطات، كلية الحقوق بطنجة، كلية العلوم بتطوان وكلية الحقوق بمكناس… وقد تنوعت أشكال التضييق بين الحرمان من الطاولات والكراسي، والاستفزاز المتواصل الذي تقوم به عناصر الأمن الخاص بتوجيه من الكتابات العامة في حق المناضلين والطلاب الجدد، وبين محاولة المنع الكلي لعملية الاستقبال من خلال منع المناضلين من ولوج المؤسسات وتقديم شكايات كيدية لاعتقالهم، كما وقع للطالبين المناضلين “محسن أوجيل” الذي اعتقل من داخل الحرم الجامعي و”حسن أوجيل” المتابع رفقة أخيه في حالة سراح، فعوض الاحتفاء بهؤلاء الطلاب الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم في خدمة وتوجيه الطلبة الجدد، يتم التعامل معهم بمكر وحقد ومنطق أمني خبيث يسيء للجامعة المغربية.
اللقاء انعقد في سياق عام يبرز إصرار قوى الاستكبار العالمي على تعميق الأزمات في المنطقة العربية والإسلامية، واستمرار دعمها للقوى المناهضة للتغيير والتحرر وتوظيفها لوأد كل التجارب الديمقراطية -تونس نموذجا- محاولين طي صفحة ربيع الشعوب نهائيا ومحو معالمه لقتل كل أمل في التغيير والتحرر من ربقة الاستبداد وقبضة الاستكبار، وفي مقابله شهدت الفترة الأخيرة تفاعلا كبيرا مع القض..،ية الفلسط,ينية، برز من خلاله صمود الشعب الفلس.,طيني في وجه الص..,هاينة ورعاتهم والمط..,.بعين معهم، حيث استطاعت الم،،قاومة الفلس>>طينية أن تدشن مسارا جديدا في صراعها واشتباكها مع آلة الحرب الصهي&&ونية التي أصبحت عاجزة على تحقيق انتصارات عسكرية أمام القوة والذكاء العسكريين للمقا,,.ومة، الأمر الذي يبصم على بداية مرحلة جديدة عنوانها النصر والتمكين للشعب الفلس..,طيني.
وانعقد اللقاء كذلك في سياق استمرار تمديد حالة الطوارئ الصحية التي لازال النظام السياسي المغربي يستغلها لتركيز سلطته وإحكام قبضته، خاصة مع ما شهدته السنوات الأخيرة من عودة قوية للسلطوية من خلال التنكيل بالمعارضين والتشهير بهم، واعتقال الصحفيين والمدونين، والتضييق الممنهج على التنظيمات المعارضة وفي مقدمتها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كما سعى النظام لاستغلال الأزمة العالمية لضرب القدرة الشرائية للمواطنين، باتخاذ الحكومة الجديدة لعدد من القرارات التي عززت الاحتقان الاجتماعي، وتركت الشعب في مواجهة مباشرة مع لوبيات الفساد، وهو ما يؤكد أن البرنامج الفعلي لهذه الحكومة هو تفقير الشعب والقضاء على ما تبقى من كرامته.
وعلى المستوى الجامعي لا تزال سياسات التأزيم هي الشعار العريض والعنوان البارز، بل وتتعمق الأزمة مع توالي الإخفاقات وتتابع الانتكاسات، فبعد تبديد 3 سنوات من الزمن الجامعي لتنزيل مشروع “الباشلور”، الذي نظمت لأجل الترويج له اللقاءات والمناظرات، وصرفت لأجله الميزانيات، ثم تم إلغاءه بجرة قلم، نظرا لـ “غياب الموارد المادية والبشرية واللوجستية التي تضمن تنزيله ونجاحه”، وهو الأمر الذي لطالما عبرنا عنه، فلم نترك فرصة إلا وعبرنا عن الأعطاب والاختلالات المنهجية والبنيوية التي ستحول دون نجاحه في الجامعة المغربية، التي تحتاج إلى إصلاح جذري ومقاربة شمولية تتجاوز الأبعاد التقنوية والتجزيئية. وها هي الوزارة الجديدة تأتي بنفس المقاربة الارتجالية تحت مسميات جديدة، تروم التغطية على عمق الأزمة بالجامعة. فعند الاطلاع على مشروع “المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي” الذي تم عرضه خلال “مناظرات” جهوية طبعها الإقصاء والارتجالية، نجده عبارة عن أفكار وإجراءات تقنية وجزئية ليس بينها خيط ناظم، تتقاطع وتتشابه مع المشاريع السابقة، إن لم نقل أنها مجرد استنساخ لما سبق، مما كان مفتقدا للحد الأدنى من مقومات مشروع إصلاح حقيقي.
وفي السياق الجامعي كذلك، تشهد الجامعة استمرار “تسونامي” التط…,.بيع، كان آخرها توقيع رئيس جامعة عبد المالك السعدي على اتفاقية مع جامعة صه.,.يونية. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسة من الخطوات التطبيعي..,ة التي سقطت فيها مجموعة من المؤسسات الجامعية، خاصة بعدما سارع وزير التعليم العالي نفسه لتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة تعليمية صهيون..,ية، في مشهد يبرز حجم السعي إلى اختراق نخب الجامعة لتوظيفها وتطويعها في الاتجاه الذي يخدم مصلحة الك.,يان الغاصب.
وفي الوقت الذي تنشغل فيه الوزارة والجامعات في المبادرات الشكلية والخطوات التط..,بيعية، ارتقى الطالبان “حسام بودهان، وحمزة الكمبري” شهيدين داخل الحي الجامعي بوجدة بسبب اندلاع حريق تسبب فيه إهمال ممنهج للأحياء الجامعية لجعلها صالحة للسكن الحافظ لكرامة الطالب المهمش، بعد أن تركت في أيدي مدراء معمرين من قواد وزارة الداخلية. إن هذه الفاجعة كانت سببا جديدا لتسليط الضوء على حجم المعاناة التي يتعرض لها الآلاف من الطلاب ممن اختاروا الإقامة بهذه الأحياء التي صارت تخرج الأموات. فرغم التقارير والشهادات التي تؤكد غياب الحد الأدنى من المقومات الأساسية للعيش في هذه التجمعات الكبيرة، دون القيام بأبسط عمليات الصيانة، كلفنا الآن أرواح عزيزة، بالإضافة إلى العشرات ممن سيحملون معهم ندوب الحروق وهول الفاجعة مدى الحياة.
إن توالي الفواجع بهذه المؤسسات التي يقع على عاتقها حفظ كرامة الطلبة، من تسمم وتساقط أسقف، وحرائق… يؤكد أن واقع الاكتظاظ والهشاشة المهولين داخل هذه الفضاءات سيؤدي من جديد إلى حدوث كوارث ينبغي اتخاذ كل السبل والوسائل لتفاديها، وقبل ذلك مساءلة مصير الميزانيات التي ترصد لصيانة الأحياء على قلتها وعدم كفايتها، ومحاسبة الدولة عن إهمالها لرعاية هذه الفضاءات الحيوية على جميع المستويات.
إننا في الكتابة الوطنية ومن باب تحملنا لمسؤوليتنا التاريخية في الدفاع عن المطالب المادية والمعنوية للطلاب المغاربة، والوقوف ضد كل السياسات التخريبية والتهميشية التي تستهدفهم، ومن منطلق ووقوفنا إلى جانب الشعب المغربي المقهور في معاناته ضد سياسات الاستبداد والفساد، ودفاعنا عن مجتمعنا من خطورة الاختراق الصهيوني، نعلن للرأي العام والطلابي ما يلي:
1️⃣ تنويهنا بالمجهودات الجبارة التي قدمها مناضلو ومناضلات الاتحاد لإنجاح الحملة الوطنية لاستقبال الطالب الجديد في كل الجامعات، خدمة وتوجيها وإرشادا، واستنكارنا لكل أشكال التضييق الممنهجة التي قامت بها بعض العمادات لثني المناضلين عن عملهم، وفي مقدمتها الاعتقال التعسفي الذي تعرض له الطالب المناضل “محسن أوجيل” من داخل الحرم الجامعي، والمتابعة الظالمة التي تلاحقه رفقة أخيه “حسن أوجيل”؛
2️⃣ تنديدنا بالخطوات التطبيعي.ة الذي تقوم به بعض العمادات ورئاسات الجامعة، وجرهم عن سبق إصرار الجامعة نحو الخراب الحتمي، كما نجدد دعوتنا الجسم التربوي والجامعي بكل مكوناته إلى رفض هذه الخطوات ورصدها وحصارها ثم عزلها، حماية للجامعة من الخطر الصه.,.يوني؛
3️⃣ ترحمنا على شهيدي الحي الجامعي بوجدة، وتحميلنا الدولة المغربية والمكتب الوطني للأعمال الجامعية والاجتماعية ورئاسة الجامعة وإدارة الحي الجامعي مسؤولية الفاجعة التي وقعت، باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن سياسات الإهمال والتقصير اللذان تصطلي بنارهما جميع الأحياء الجامعية المغربية، ومطالبتنا بالإعلان الفوري عن نتائج التحقيق في الملف، ومحاسبة كل من له علاقة بوقوع الفاجعة، وكذا جبر ضرر أسر الشهيدين وجميع الطلاب الذين تعرضوا لحروق وإصابات؛
4️⃣ عزمنا رفع مذكرة استعجالية للجهات الوصية قصد تحميلها المسؤولية الكاملة في التماطل غير المفهوم من أجل حل الوضعية المستعصية التي يعيشها الآلاف من الطلاب القاطنين في الأحياء الجامعية والداخليات، وعلى رأسها الحي الجامعي بوجدة؛
5️⃣ دعوتنا كل مكونات الجامعة المغربية دون استثناء إلى تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن ما تبقى من مقومات الجامعة، وما تبقى من كرامة الطالب وكل المتضررين من السياسات المخزنية التخريبية، كما ندعوها إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود دفاعا عن الجامعة خطر الاختراق الصهيوني.
الكتابة الوطنية
️30 شتنبر 2022