Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الرئيسيةرأي حرقضايا الأمة

العنوان : غزة الصابرة عنوان الثبات والخلود

غزة بصمودها وصبرها واحتسابها قد أظهرت بشكل واضح لكل العالم أن النصر هو حتمية تاريخية وثمرة جهد وجهاد كل من يعلق يقينه بالله وحده، وغزة قد نصرها الله عز وجل بيقين أهلها، فإذا نظر الله عز وجل إلى قلوبهم وجدها عامرة بذكره ومزينة بذلك اليقين المطلق الذي لا تشوبه شائبة الشك أو الجزع لما أصابها من مصاب.

1- الشعب الغزاوي، وفاء وصمود وتضحية:

كل دقيقة تمضي يمضي معها آلاف الشهداء إلى جوار رب العزة، ورغم ذلك غزة الأبية المجاهدة لم تهزم ولم تنكسر، فآلاف من الذين باعوا أرواحهم في سبيل رب العزة جل جلاله، يتقدمون الصفوف الأمامية بالحجارة والياسين ليواجهوا العدو الغاصب بكل شهامة وقوة، لا يخافون في الله لومة لائم، ليعرج الواحد منهم شهيدا، فيودعه شهيد ويصلي عليه شهيد ويشيعه شهيد، ويترك خلفه أما نذرت فلذة كبدها للجهاد في سبيل الله، وزوجة، وأطفالا، ومستقبلا محتملا وأحلاما معلقة.

ظن العدو الغاصب بنظرته السطحية وحساباته الرياضية المحضة، بأنه سيكسر شوكة صمود هذا الشعب المرابط الأبي بالخطط المحكمة وبطائرات F36، وأحدث أنواع الأسلحة التي تسخرها له كل القوى العالمية العظمى كأمريكا وغيرها، ممن يدعون لإقامة دولة إسرائيل الكبرى ويناصرونها باستماتة وبكل وقاحة وجرأة أمام أنظار ومرأى العالم الأصم الأعمى الأبكم، لكن هيهات هيهات، أتى صبية شجعان من كل فج فلسطيني عميق، يدمرون دباباتهم الضخمة وجيوشهم التي يسمونها جيوش النخبة بالحجارة، حتى إذا شبُّوا وأصبحُوا رجالا مُلثّمين ومُطوّقين بجُعبة مقاوم، رموا بقذائق الياسين جيش العدو، وزلزلُوا كيانه المزعُوم بطلقة واحدة، هاتفين بـ”وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”هذه الآية العظيمة التِي تجلت واضحة في الميدان، وأرسل الله بتلاوتِهم إياها في ظلمةِ الأنفاق، جنودا يرون العدو ولا يراهم ليُولّن بعدها الأدبَار لمأوى يحميهم.

2- وما النصر إلا صبر ساعة:

النصر صبر ساعة، ليست ساعة بميزان عصرنا الحالي، ولكنها ساعة بميزان القهار جل جلاله، فقد أعدت المقاومة الباسلة وما زالت تعد للنصر بصبر ساعة في الميدان، وصبر ساعة بين يدي الله عز وجل في جوف الليل والناس نيام، وصبر ساعة بحفظ وتدبر كتاب الله عز وجل، وصبر ساعة في طلب العلم وإعداد العدة، لأن العلم هو أمضى سلاح يواجهون به عدو الله، وصبر ساعة على مصاب هذه الأمة، وصبر ساعة بهدف التغيير والسعي نحو صناعة المستقبل، وصبر ساعة لصناعة التاريخ وتسطير الملاحم الكبرى، لأن النصر آت وقادم لا ريب في ذلك، لكن المعول على الجهد الذي يبذله كل منا ليترك بصمته أثناء صناعة النصر.

3- المقاطعة حرب لا هدنة فيها:

لا شك في أن الحرب قد وضعت أوزارها في أراضي غزة العزة، وقد آن لمن نزح أن يعود إلى دياره ويعمِّر ما دمره وحرقه الإحتلال، لكن حرب المقاطعة لم ولن تتوقف بوضع الحرب أوزارها، فالمقاطعة سلاح فتاك، لكنه بطيء المفعُول، وطويل الأمد، ورغم طول أمد مفعوله إلا أن خسائره لا يمكن تعويضها، فقد كبدت الاحتلال هذه الحرب -حرب المقاطعة- خسائر لن يستطيع تعويضها أبدا، والآن الآن وجب على كل أحرار العالم وحرائره أن يستمروا في صمودهم هذا وثباتهم لكي لا تمتلئ جيوب الصهاينة التي أفرغتها هذه الحرب.

4- التطبيع وصمة عار لن تمحى من جبين كل المطبعين:

سارعت كل الدول العربية وهرولت بكل ذل ومهانة نحو هذه الخطوة المشينة المهينة، وقد أسموه بعدة مسميات لترقيع جرائمهم وتغطية أيديهم الملطخة بدماء الشهداء الزكية، سمّوه تطبيعا ثقافيا، وسموه تطبيعا اقتصاديا وكذلك تطبيعا أكاديميا، عددوا المسميات لكن العار ظلّ واحدا وواضحا وجليًّا لم تغطّ شمسهُ غرابيل المسميات..

ولم تسلم الجامعات المغربية من اتفاقية الذل والعار، بل كانت من المهرولين لتوقيعها تحت مسمى التعايش بين الشعوب وتطوير البحث العلمي، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل استضافت الصهاينة في عدة محافل ومؤتمرات كبرى، إلا أن الطلبة الأحرار استطاعوا بصمودهم صد كل هذه الأشكال المخزية.

5- غزة انتصرت وأفشلت مخططات العدو الصهيوني:

قبل ما يقارب العام والنصف صرح النتن بكل وقاحة أمام مرأى ومسمع العالم بعدة مخططات، كان يدعي بها أنه سيهزم المقاومة ويدمر وحدتها وذلك منذ السابع من أكتوبر المجيد، إلا أن المقاومة الفلسطينية أفشلت كل هذه المخططات التي لم تتجاوز كونها تهديدات فارغة، فالذي صرح بكل وضوح أنه سيمحو المقاومة من الوجود، جاء جاثيا على الركب طالبا من المقاومة التي كان يسميها حركة إرهابية هدنة وعودة لأسراه الذين حمتهم المقاومة الباسلة وحاول في غير مرة قتلهم، وخضع لشروط أصحاب الأرض وانتصرت غزة انتصارا عظيما سيسجل في التاريخ وسيسطر كملحمة تاريخية.

وختاما، إننا من داخل هذه المنظمة العتيدة، منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نؤكد على أننا مستمرون دائما وأبدا في إعلاء كلمة الحق، ونرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التطبيع الذي تمارسه بعض الجامعات المغربية بشكل خاص، كما أننا نؤكد على استمرارنا في دعمنا الدائم واللامشروط حتى تحرير جميع الأراضي الفلسطينية من النهر إلى البحر، ونعتبر المقاطعة سلاحا استراتيجيا يشل أركان الصهاينة ولا مناص من خيار المقاطعة…

ونحيي عاليا كافة الشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته الباسلة التي حققت بصمودها المستمر نصرا عظيما وسطرت ملاحم تاريخية بمداد من دم، فسلام عليكم يا أهل الشهداء والجرحى والمصابين والأسرى والمبعدين، وعهدا أن نواصل طريق الشهداء حتى نلقى الله مقبلين غير مدبرين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى