قالت العرب قديما “كل عز لم يؤيد بعلم يصير إلى الذل” لكننا في بلد “الاستثناء المغربي” نضرب بحكم العرب و العجم و الفرس … عرض الحائط فنعكس الآية و يصبح المثل السائر علينا “كل علم لم يؤيد بعز يصير إلى الذل”.
إن الله عز و جل كرم الإنسان و بشره في سورة الأسراء ببشارة التكريم لذرية ابينا آدم عليه السلام فقال : “و لقد كرمنا بني آدم” و جعل الكرامة الأدمية أسمى حقوق الإنسان.
يعتبر التعليم مدخلا أساسيا لتربية الناشئة على قيمة الكرامة و تبعاتها كالحرية و العدل كأسمى المطالب التي تصون إنسانية الإنسان و تحول دون الانحدار به إلى درك دون الإنسانية.
لكن في “بلاد الاستثناء” أصبحت الجامعة بما هي فضاء للتربية قبل التعليم فضاء لممارسات غير أخلاقية تضرب عرض الحائط كل الشعارات الرنانة التي ترفعها الجهات الوصية على قطاع التعليم بهذه البلاد من قبيل “فضاء المعرفة و العلم” و “تخليق الفضاء الجامعي” … في جامعات المغرب عموما أضحى مطلب كرامة الطلبة و الطالبات مطلبا حثيثا في ظل الممارسات الأخلاقية التي أصبح الطلبة ضحايا لها. حيث أصبح الطلبة عرضة للعنف سواء عنفا عموديا من قبل “بعض” الإداريين كعرف متداولا في الجامعات المغربية،
أو تعنيف أفقي بين الطلبة أنفسهم.
تتباين صور العنف داخل الفضاء الجامعي من عنف رمزي متمثل في شتم الطلبة و نعتهم بأقبح النعوت بل تطورت الممارسات العنيفة إلى حد الانزلاق إلى تعنيف الطلبة تعنيفا ماديا دون أي اعتبار لكرامة الطلبة أو مراعاة لحرمة الجامعة.
إننا أمام جامعة سلبت بفعل قوة قاهرة دخيلة دورها الأساس المتمثل في بناء القيم و صونها لدى الأجيال، إننا أمام جامعة سلبت هويتها من كونها فضاء للتربية قبل التعليم لتصبح بذلك فضاء للتسيب و الاستهتار، إننا أمام جامعة تنصلت من مسؤوليتها لتفسح المجال أمام العبث و الاستهتار.
أمام كل هذا أصبح مطلب حفظ كرامة الطالب و صون حرمة الجامعة من المطالب المرحلية للحركة الطلابية التي تستلزم توحيد الجهود و لم الشتات لبناء جامعة المعرفة و العلم بما هي فضاء يضمن كرامة الطلاب، حتى يصح فينا قول السلف فنؤيد علمنا بعز.
بقلم الطالب: عبد الكريم ضوبيل