دأب الطلبة المغاربة منذ عقود على جعل القضية الفلسطينية من أولويات فعلهم ونشاطهم داخل الجامعة، فلم تشغلهم المطالبة بحقوقهم المهضومة وحركيتهم النقابية عن القضية المركزية للأمة ولم يتفانوا في التعريف بها وإحياءها في الجسم الطلابي المغربي عبر نقابهتم الشرعية والممثلة لهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
تتعدد مظاهر وأشكال نصرة القضية الفلسطينية داخل الجامعة، فقد اعتاد مناضلو أوطم على تنظيم فعاليات مختلفة وطنية ومحلية عبر حلقات نقاشية وندوات ومسيرات ومهرجانات خطابية وفنية كي يجعلوا للقضية حضورا في وجدان الطلبة.
ملتقى القدس هو من الأنشطة الوطنية الوازنة التي تنظمها الكتابة العامة لأوطم بتنسيق مع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ويعد فكرة متميزة جاءت تتويجا لفعاليات دعم القضية كانت تنظم قبل انطلاق النسخة الأولى لهذا الملتقى.
ملتقى القدس في نسخته الرابعة هذه السنة الذي نحن مقبلون على انطلاقه في الأيام القليلة المقبلة يأتي في سياق اسثتنائي ومستجدات دولية خطيرة و غير مسبوقة أبرزها جعل الرئاسة الأمريكية للقدس عاصمة للكيان الصهيوني وسيتم تفعيل هذا القرار في شهر ماي عبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف.
في الوقت الذي تمارس فيه الأنظمة العربية تطبيعا مفضوحا مع الصهاينة و تقف متفرجة -إن لم نقل داعمة- على انتهاك مقدسات الأمة وتدنيسها تأتي رسالة الشعوب العربية والإسلامية لتعلن رفضها واستنكارها وعدم تبعيتها لصمت وتواطؤ أنظمتها..والطلاب المغاربة هم جزء من هذا الشعب وجزء من هذه الأمة فلن يقلوا جهدا في إحياء القضية داخل الجسم الطلابي والوسط الجامعي وفي تبيان خطورة هذه القرارات وفضح التواطؤ والتطبيع الدولي معها.
لذا وجب أن نستحضر أهمية وقيمة هذه الفعالية، فملتقى القدس 4 ليس مجرد نشاط أو محطة عابرة، ليس مجرد مهرجان أو مسيرات أو شعارات، بل محطة سوف يكتبها التاريخ بمداد من ذهب ويعترف للطلاب المغاربة بأنهم في مقدمة من وقفوا مع القضية وناصروها في محنتها بكل ما في استطاعتهم وجهدهم..وسيكتب التاريخ أيضا من صمت وتخاذل وتواطأ ودعم وأعان الظالمين على ظلمهم.
القدس عاصمة فلسطين