قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ اياكم و الظلم فانه ظلمات يوم القيامة}
التهميش والإقصاء ليس مجرد ثقافة، بل هو سياسة وسلسلة قوانين وإجراءات ينبغي تفكيكها، لأنها قائمة على تقسيم الناس على أساس تفاضلي، هكذا طرح الكاتب الأميركي المناهض للعبودية هنري ديفيد ثورو رؤيته تجاه مفهوم الاقصاء .
تُمثل فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة نحو 30 في المئة من سكان المغرب. فالشباب يمثّلون رصيداً مهماً من رأس المال البشري للبلاد يمكن أن يساهم في الدفع بعجلة النمو الاقتصادي عبر الزيادة في الإنتاجية والابتكار والطلب الاستهلاكي. بيد أن مستويات إقصاء الشباب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب على غرار ما يحدث في المنطقة العربية، تحول دون الاستفادة من «نعمة ديموغرافية» لا تُعوَّض.
فوجدنا في المقابل تشدق الأخلاق واتساخها نتاجا للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الشاب المغربي المقصي من اصغر حقوقه كالتعليم والشغل والاندماج الاجتماعي بصفة عامة.
فمن الظلم ان نطلب من الكادح ان يعيش في كوخ حقير ويكون مهذبا او نظيفا او صادقا … انه مضطر لان يكذب، وان يسرق، لكي يداري معاشه العسير .
وليس بمستطاعه ان يكون نظيفا لان النظافة عند أبناء الاكواخ دلالا ليس له معنى..
فالشاب الكادح الفقير له الحق في صرخة في ثورة في انتصار كبير يشفي غليله الداخلي ، يسد رمقه الجائع ،يثلج فجوة ظمأه الاجتماعي : فقرا كان او بطالة او جهلا كلها مأسي تصب في دائرته الفارغة.
كيف لشاب عرف منذ نعومة اضافره انه مظلوم مسلوب كل حقوقه استفزته التقاليد والاعراف وظلمته الخرافات التي تكدست في المقررات التعليمية وفي منابر الاعلام الفاشل التي تلقنها وتعود سماعها في كل شبر من هذا الوطن الجريح ان يصمت ويبقى مخنوق الحنجرة مربوط اللسان مذلول الكرامة قصير الامل، …؟
كان له الحق ان يثور على مجامع كل هذه المرجعيات المتقوقعة ويخرج عن صمته ويغضب ويقاوم ذاك الظلم الخارج عن قوانين الطبيعة الذي لا مجال لمقارنته بالزلازل والبراكين ،انه كارثة ملتسقة “بالحكرة” والتعسف والاستبداد خطره فاق الطبيعة والمعتاد انه سطوة طغيان جائر وسلوك ذليل وحشي يمارسه الظالم على طبقة كادحة تكسرت جماجم رؤوسها تحت ثراب هذا الوطن المسلوب الانسانية.
ان تثور يجب ان تغضب اولا من اي فعل تعدى حقوقك وانتزعها ،ثم تصير حادا في التعامل مع ذالك الهدف المرسوم .
ونحن شباب نسير وفق هذا المنوال صرخنا صرختنا هذه ضد الظلم الذي طال صفوفنا وتطاول على جميع اطياف المجتمع المغربي نحن كاشباب نريد وبقوة الانتقال من هذه المرحلة المشؤومة الى مرحلة يسودها العدل والكرامة الانسانية .