بقلم : حميد دحسو
ما يحدث للطلبة الجدد في السنة الأولى من التعليم الجامعي سواء في المعاهد والمدارس أو الجامعات يجب ان يكون محل دراسة علمية دقيقة؛ فهي سنة الصدمات والكدمات بامتياز؛ سنة يكثر فيها الضحايا والغرقى نتيجة عدم تهيئهم لها؛ ونتيجة لكونها مرحلة انتقال كبرى من تعليم ثانوي له خصوصياته الديداكتيكية والاجتماعية إلى تعليم عالي مختلف عنه في عدة جوانب كثيرة. بالإضافة إلى كونه مرحلة يحظى فيها الطالب بالاستقلالية والبعد الجغرافي عن عائلته وابويه ويتحمل مسؤولية نفسه كاملة.. بالتالي غالبا ما تشكل هذه المرحلة قطيعة مع كل ما سبق ويتعرف الطالب الجديد على عوالم لم سبق ان عرفها او تعامل معها. ومنهم من ينتقل إليها كأنه انتقل الى عالم اخر خارج كوكب الارض.. فتحدث له صدمة تجعله انطوائيا أو انبهاريا فيذوب فيه ويغرق فيه.. وفي كلا الحالتين تعبير عن فشل.
إن السنة الأولى تعليم جامعي يجب ان تكون سنة المواكبة من طرف المستشارين التربويين في الجامعة ومواكبة من طرف الاباء واولياء الامور (مواكبة وليس وصاية) وليس فقط توفير الحاجيات المادية وحدها واحداث قطيعة حتى يفاجؤوهم ابناؤهم انهم لايدرسون وانهم لم يعودوا يفهموا شيئا حتى ان الطالب المتفوق؛ نعم المتفوق؛ تحدث له صدمة حتى ان يشك في قدراته؛ ويتساءل هل فعلا انا ذلك التلميذ الذي يحتل المراتب الاولى في الثانوي.. صدمة !!
فالذين ينقطعون ويفشلون او يغيرون مسالكم وتخصصاتهم في السنة الأولى تعليم جامعي تصل نسبهم إلى أن تصبح ظاهرة اجتماعية تربوية؛ وهي اكبر تجليات فشل منظومتنا التربوية.
لهذا يجب على جمعيات آباء وأمهات وأولياء الامور والفرقاء التربويين الوعي بهذه الظاهرة؛ وتخصيصها ما تستحق من الدراسة والعمل على مواكبة الطلبة فيها حتى لا تتكرر المآسي التي نراها كل سنة.