الحمداوي: “طوفان الأقصى أعطى أملا مهما في إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.
افتتحت يوم الجمعة الموافق ل22 مارس 2024، عبر تقنية التناظر المرئي أشغال الندوة السياسية التي تمحورت حول ” أي دور للشعوب والحركات التغييرية والنخب المجتمعية في الاستثمار الاستراتيحي لطوفان الأقصى” بحضور رموز وطنية ودولية داعمة ومناصرة للقضية الفلسطينة.
وتروم الندوة التي أطلقتها الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ضمن ملتقى القدس السادس الممنوع، تمرير مجموعة من الرسائل المتمثلة بالأساس في الرفض المطلق لمخطط التطبيع وبأحقية الشعب الفلسطيني في أرضه كاملا غير منقوص، وإبراز دور الحركات والشعوب في النصرة، وكذا نشر الوعي بالقضية في صفوف الشباب.
افتتح رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، الأستاذ محمد الحمداوي الندوة بعرض للوضع المتأزم والخطير بقطاع غزة في الفترة ما قبل معركة طوفان الأقصى من خلال التضييقات المستمرة على المسجد الأقصى وتوالي الاعتداءات الغير مبررة على المعتكفين من قبل القوات الإسرائيلية وانتهاك حرمة المصلين في صور بشعة، فضلا عن الحفريات المستمرة التي طالت جنبات المسجد الأقصى، ثم صور الاعتداءات المشينة للفلسطينات والتي تناقلتها وسائل الإعلام.
وفي نفس سياق أسباب الضغط الذي أجج الوضع قبل معركة طوفان الأقصى أضاف الحمداوي تطبيع الدول العربية والتنسيق الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، واستمرار للعلاقات التجارية مع هذا الأخير دون الاكتراث لمآلات الشعب الفلسطيني.
أوضح المتحدث ذاته أن الكيان الصهيوني أراد من خلال الأنظمة المطبعة معه ترويض السياق الشعبي العام وخلخلة توازنه على أمل التغيير التدريجي والرجوع عن مبادئه المناهضة والرافضة لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتمدا على وسائل الإعلام من خلال شخصيات وبرامج، بالإضافة إلى تحويل واستثمار المناهج التعليمية.
استرسل مؤكدا أن من بين أهداف الصهيونية تحويل “الصراع الغربي الصهيوني من منظوره الصفري وجودي على اعتبار أن فلسطين كلها للمسلمين بمقدساتها إلى منظور غير صفري” من خلال التغلغل.
انتقل القيادي قي جماعة العدل إلى الفترة ما بعد أحداث السابع من أكتوبر، مشيرا لاستراتيجيات الكيان الصهيوني التي اعتمدها في معركة طوفان الأقصى لتحقيق مجموعة من الأهداف. بحيث راهن المخطط الصهيوني على حرب طويلة الأمد لاستنزاف المقاومة وضمان استنزاف عدتها وعتادها، كما راهن على مضاعفة معاناة المدنيين لعزل المقاومة عن حاضنتها الشعبية والضغط على المقاومة للتنازل عن شروط المعركة.
في سياق الحديث عن الاستراتيجيات الصهيونية، أشار الحمداوي إلى الخطة السرية والتي أطلق عليها اسم “خطة اليوم التالي لغزة”، صيغت هذه الخطة من طرف رجال أعمال مقربين من نتنياهو تقضي بإنشاء إدارة عسكرية إسرائيلية كاملة في غزة كمرحلة أولى، وفي مرحلة ثانية إنشاء تحالف دولي للدول العربية تشارك فيه السعودية ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين ودول أخرى، أما المرحلة الثالثة فلن تحدث إلا بعد استقرار قطاع غزة ونجاح الهيئة الجديدة، أي السلطة الفلسطينية الجديدة.
تطرق الحمداوي للتواطؤ المصري مع الكيان الصهيوني في مخطط التهجير مقابل امتيازات مالية مغرية، وفي الحديث عن استراتيجية التهجير الممنهج للشعب الفلسطيني إلى مصر في إطار ما سمي “الفرصة الفريدة والنادرة” ؛ يقوم هذا المشروع على إخلاء قطاع غزة بأكمله وإعادة توطين الفلسطينين بمصر في مدينة سيناء، وإنشاء مدن من الخيام جنوب غرب قطاع غزة، وإنشاء ممر إنساني للعبور من القطاع نحو سيناء وبناء مدن شمال سيناء، بالموازاة مع بناء منطقة مغلقة بين مصر وغزة جنوب الحدود الفلسطينية حتى لا يتمكن الفلسطينيون من العودة”
وفي سياق آخر، عبر القيادي في جماعة العدل والإحسان عن تفاجئه إزاء التضامن الشعبي الغربي مع القضية؛ قال “مند انطلاق معركة طوفان الأقصى كان هناك أكثر من 2000 مظاهرة في أمريكا مناصرة للقضية الفلسطينة مقابل 353 مظاهرة داعمة للكيان الصهيوني” ، هذه الإحصاءات غير مسبوقة ومخيفة حسب قوله للرأي العام وللحكومات الغريية .
من جهة أخرى، أكد الحمداوي أن معركة طوفان الأقصى حطمت النظرية الأمنية للكيان الصهيوني في اعتبار فلسطين ملاذا ومحضنا آمنا لليهود الصهاينة، وأردف قائلا”معركة طوفان الأقصى قدمت لنا قبل أن نقدم لها نحن، وذلك من خلال تعطيل المشروع الصهيوني “.
وتابع المتحدث ذاته أن هدف المشروع الصهيوني هو ترويض الأمة ومحاربة التيارات الوطنية والإسلامية الصادقة وإفساد المجتمعات، وأضاف أن المغرب من خلال الهيآت والنخب واكب القضية بوتيرة مستمرة منذ السابع من أكتوبر.
أشاد المتحدث في كلمة أخيرة بالدور الطلائعي للشباب العربي في هذه المعركة ودوره في الصحوة وهَّبة الشباب الغير مسبوقة في مناصرة القضية، وخلص إلى القول أن التطبيع سقط شعبيا على عكس الأنظمة التي لازالت متشبثة بخيار التطبيع، مؤكدا أن هذا التناقض بين الشعوب والأنظمة المطبعة كفيل بإحداث شرخ بين الحكام والشعوب.
هيئة التحرير