التعليم عن بعد أم بعد التعليم
بقلم الطالب: حمزة الودان
بناء الإنسان يعد الدعامة الأساسية لكل نهضة اقتصادية واجتماعية وتنمية مجتمعية مستدامة، لكن إصلاح التعليم يحتاج إلى نظرة شمولية تهم كافة الجوانب والمجالات، نظرة تتجاوز الحلول الترقيعية والمقاربات التجزيئية، الإصلاح يجب أن يكون شموليا ومبنيا على الجودة والنوعية في مختلف مكونات المنظومة التعليمية.
والحق أن الوضع التعليمي في المغرب، وخاصة التعليم الجامعي، دليل على ضياع البوصلة في ظرفية استثنائية زادت الطين بلة، ظرفية عنوانها العريض عدم تكافؤ الفرص.
إن عدم وجود رؤية شاملة وواضحة أدى في المقابل إلى الارتباك والعشوائية، فضلا على ضعف البنية التحتية اللازمة لنجاح هذا الورش، الأمر الذي انعكس على الطلبة في كل الجامعات، وأدى إلى انخفاض كبير في مستوى التحصيل العلمي؛ ليصبح بذلك التعليم الحقيقي بعيدا مثل بعد المسؤولين عن الواقع الذي يعيشه الطلبة، ولا أتحدث هنا عن طلبة القرى فهم في خبر كان.
والحال أن أبرز ضحايا التدبير العشوائي هم الطلبة والأساتذة؛ إذ كيف نريد تواصلا فعالا –عن بعد- في غياب التواصل، وكيف نريد خلق شعور من الاطمئنان والرضا عند الطلبة في غياب الوسائل والتجهيزات الضرورية (الحاسوب، الانترنت..) التي تمكنهم من متابعة المحاضرات التعليمية التي يجب تنظيمها! هل الطالب الميسور في حاجة إلى مزيد من المشاكل؟ والكل يدرك أثر الجائحة على الأسر المغربية. هل يعتبر التعليم عائقا ماديا، أم هو الرأسمال البشري لكل نهضة اقتصادية واجتماعية ؟
الجواب نجده في مؤشر جودة التعليم عن المنتدى الاقتصادي دافوس 2020؛ إذ احتل المغرب حسب ترتيب جودة التعليم الجامعي المرتبة الأولى بعد مئة دولة!
وبعد وقبل، يقول مؤسس سنغافورة لي كوان يو:
«أنا لم أقم بمعجزة في سنغافورة !أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني، فخصصت موارد الدولة للتعليم، وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجز، هو من أنتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق، بعد أن كنا شعباً يبصق ويشتم بعضه في الشوارع».
(للإشارة تحتل سنغافورة حاليا المرتبة الأولى في التعليم عالميا حسب مؤشر دافوس 2020).