الاتحاد في ذكراه الستين جيل يسلم المشعل لجيل
احتضنت كلية العلوم جامعة شعيب الدكالي بالجديدة فعاليات تخليد الذكرى الستون لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وذلك يوم الخميس 05 من ماي الجاري، تحت شعار “أوطم .. ستون عاما من العطاء”. بدأت فعاليات الذكرى في فترتها الصباحية من خلال حلقية مركزية تحت عنوان“الحركة الطلابية ..الواقع والآفاق” حيث استهلت الحلقية بوضع أرضية للنقاش من طرف الطالب أيوب خيري مسؤول اللجنة الحقوقية في الكتابة العامة للتنسيق الوطني، والذي عبر من خلال مداخلته على أن المنع الذي يطال وسيطول أنشطتنا الطلابية إن دل على شيئ فإنما يدل على أن أبناء الاتحاد يشكلون غصة في حلق الاستبداد، وأن التاريخ القمعي الذي عاشه الاتحاد لم ولن يزيد هذا الصرح الا توجها ونضجا وثباتا على المواقف.
كما أكد على أن الدعوات المتكررة التي يوجهها الاتحاد الى كافة فصائله نابع من ارادة الاتحاد الصادقة في جعل المصلحة الطلابية العامة هي العليا،ومن إيماننا الراسخ بأن توحيد الصف الطلابي يعد ضمانا لاستمرار النضال وتحصين للمكتسبات كما حمل جميع المكونات والفصائل الطلابية المسؤولية في هذا الصدد.
فيما عرفت الفنرة المسائية ندوة تحت بعنوان “أوطم ..ستون عاما من العطاء”، أطرها الكُتاب العامون السابقون للاتحاد منذ تأسيس لجنة التنسيق الوطني، وهم الأستاذ حسن بناجح الذي تناول موضوع الحركة الطلابية باعتبارها تلعب دورا أساسيا في مواجهة الاستبداد والفساد وذالك بمساهمتها الفاعلةوالمباشرة من داخل الجامعة والمجتمع بصفة عامة،فيما اعتبر أن فكرة تأسيس لجنة التنسيق الوطني لم تنطلق بشكل منفرد بل سبقها جولات من الحوار و التواصل بين مختلف مكونات الطيف الطلابي سواء الحوار اليساري-اليساري، و الاسلامي-الاسلامي، ليؤكد في ختام مداخلته “أن أيدينا مفتوحة من أجل أي حوار مستقبلي مسؤول لبناء أوطم وتوحيد الحركة الطلابية لتقوم بأدوارها المنوطة بها”.
ليكون الحضور بعد ذالك مع مداخلة الأستاذ محمد بن مسعود والذي وضح من خلالها التحدي الرئيسي الذي واجهته الحركة الطلابية هو ضمان النفس النضالي أثناء مرحلة مابعد تعليق المؤتمر، وقال “ان صور الدماء والتعذيب إبان الدورية الثلاثية كان لها بالغ الأثر في أنفسنا لخوض تحدي حمل مشعل أوطم”.
وأضاف الأستاذ عبد الرحيم كلي في المداخلة الثالثة “أن الحفاظ على توهج مشعل أوطم في هذه المرحلة كان أكبر تحدي”،معتبرا “أن التعاطي مع مسألة العنف داخل الجامعة مؤسف نظرا لتحميله المسؤولية للطلبة فقط” في غياب تحميل المسؤولية للطرف الاخر.
وقال الأستاذ مراد اشمارخ الكاتب العام الأسبق في معرض مداخلته أن “سوريا اليوم لا بواكي لها، وقضايا أمتنا لا بد أن تبقى حاضرة في نضالاتنا الطلابية” .وأردف قائلا “إن مسيرة الاتحاد الوطني وستينية الاتحاد ساهم فيها الكثير من الفصائل ورغم الاختلافات الاديولوجية لابد من الاعتراف بمجهوداتهم التي بدلت في بناء الاتحاد الوطني”.
ليختتم الأستاذ عبد الكبير سحنون الكاتب العام الحالي للاتحاد سلسلة المداخلات معتبرا أن الحفاظ على الموروث النضالي الذي أثله من سبقونا هو أكبر تحدي، وأضاف “من الأفق الذي نراهن عليه هو اتساع مجال عمل الاتحاد”.مضيفا أن سياسة الانفتاح والتواصل مع الجميع مستمرة بكوننا “لا زلنا مؤمنين بثقافة الحوار ولا تزال يدنا ممدودة لكافة الفصائل إيمانا منا بأن هناك مساحة مهمة من المشترك التي وجب الاجتماع عليها”.
هذا واختتمت فعاليات تخليد الذكرى على ايقاع شعارات وهتافات حماسية تبرز بالملموس استمرار حمل مشعل الاتحاد من جيل الى جيل على مر الزمن، حفاظا على هذه المدرسة الأبية المكونة لأجيال المستقبل الحامل لهم الوطن والأمة والسير بهما نحو التقدم.