الاتحاد الوطني لطلبة المغرب .. رفض مبدئي للتطبيع ودفاع مستمر عن الحق الفلسطيني
تعد القضية الفلسطينية من القضايا ذات الأولوية في برامج الاتحاد ومن القضايا المركزية التي ما فتئ في كل مناسبة يعبر عن تضامنه مع عدالة القضية ودعم مسار الشعب الفلسطيني في تحقيق التحرير واسترجاع أرضه كاملة، إذ أكد دون ما مرة أن مصير القضية الفلسطينية مرتبط بمصير الأمة جمعاء.
أوطم وعلاقته بالقضية الفلسطينية منذ ما يناهز خمسة عقود
ويُعتبر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من أكبر التنظيمات على المستوى الوطني الداعمة للقضية الفلسطينية، ويظهر ذلك من خلال إشراف الكتابة الوطنية لأوطم على تنظيم ملتقى القدس بشكل دوري كل عامين؛ يهدف من خلاله التعريف بالقضية وإحيائها في وجدان الجسم الطلابي والأجيال الناشئة، بالإضافة كذلك إلى فقرات وازنة ضمن الملتقى الطلابي الوطني الذي ينظم كذلك كل سنتين وتحضره شخصيات دولية وإقليمية ووطنية وازنة وكذلك منظمات طلابية في مجموعة من دول العالم، ناهيك عن حضور وازن للطلبة والطالبات في مختلف المسيرات والوقفات المحلية والوطنية المناصرة لفلسطين وللمقاومة الفلسطينية.
كل هذا يبين حجم الاهتمام الذي توليه المنظمة الطلابية المغربية للقضية الفلسطينية. إذ أنه في آخر خروج رسمي للاتحاد رفضا لقرار التطبيع الذي أقدم عليه النظام الحاكم في المغرب مع الكيان الصهيوني، عبَّر من خلاله عن رفضه المطلق للقرار معتبرا ذلك خروجا عن الإجماع الوطني وأن القضية حق والحق لا يزول مهما كثر أزلام التطبيع. وعبرت الكتابة الوطنية لأوطم عن استعدادها الانخراط في كافة الأشكال النضالية للتصدي لهذا القرار الجائر وعزمها تنظيم أنشطة رافضة للتطبيع ومسانِدة للقضية الفلسطينية، كما جاء في بيان الاتحاد الصادر بتاريخ 11 دجنبر 2020.
قرار التطبيع خذلان للقضية الفلسطينية وخيانة لتاريخنا ومبادئنا وقيمنا كمغاربة
وفي ذات السياق أوضحت الطالبة فاتحة أيت القاضي، عضو الكتابة الوطنية لأوطم في تصريح لموقع الاتحاد، أن ما أقدم عليه النظام المغربي “صفعة سياسية وإهانة تاريخية” ضربت بعرض الحائط حق الإنسان الفلسطيني والشعب الفلسطيني في تواجده على أرضه وحفاظه على مقدساته، مضيفة أن قرار تطبيع النظام المغربي مع الصهاينة نزل على الشعب المغربي والشعوب العربية قاطبة كالفاجعة في الوقت الذي يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدة أن قرار التطبيع خذلان للقضية الفلسطينية وخيانة لتاريخنا ومبادئنا وقيمنا كمغاربة.
الأنظمة السياسية التي تفرط في القضايا المركزية للأمة “لا تستأمن على الأوطان”
في نفس السياق، أوضح صابر إمدنين الكاتب الوطني لأوطم، في تدوينة له على الفيسبوك معلقا على قرار تطبيع الدولة المغربية علاقاتها مع الكيان الصهيوني، أن “الشعوب هي التي تقرر مصيرها وتحمي أوطانها ومقدساتها”، مضيفا أن الأنظمة السياسية التي تفرط في القضايا المركزية للأمة “لا تستأمن على الأوطان”.
من زاوية أخرى دعا الحسين كوكادير؛ نائب الكاتب الوطني لأوطم كل مكونات الجامعة بما فيهم مختلف القوى الطلابية الجامعية إلى التكتل دفاعا عن المشترك الذي هو الحق الفلسطيني؛ قضية الاتحاد المركزية، معتبرا أن القضية الفلسطينية قضية يجتمع عليها الجميع بمختلف التوجهات والتيارات، وأن التطبيع سيستهدف الجامعة لتخريب ما بقي فيها من المبادئ.
كما أشعل مناضلو ومناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في مختلف الجامعات مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن غضبهم ورفضهم للتطبيع مع الكيان المحتل رافعين وسم #طلاب_المغرب_ضد_التطبيع.
الطالب عبد الناصر طوني مجيبا عن سؤال: لماذا المغاربة ضد التطبيع؟ قال: ندافع عن فلسطين لأن الكيان الصهيوني يريد استعمار العالم العربي والإسلامي، وفلسطين هي الجبهة الأولى لمقاومة هذا الغزو الاستعماري الذي إن تمت تصفيته فالدور علينا بكل تأكيد. تقول إحدى الأمثلة: “علمتني الساحة أني إذآ تركت أخي تأكله الذئاب اليوم فإن الذئاب ستجوع يوما ولن تجد غيري لتأكله، مردفا نحن ضد التطبيع لأن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو بمثابة تبرئة له من كل الجرائم التي ارتكبها ولايزال يرتكبها”.
كاتب فرع تطوان الطالب محمد العتيقي في تدوينة له قال: “إن كان الخطاب الرسمي يرى في قرار التطبيع مكرمة وفضلا، فإن عموم الشعب المغربي يرى فيه خيانة لنضال الفلسطينيين وانحدارا لدرك الخيانة ومستنقع التطبيع، مضيفا أن المغاربة مجمعون على أن الصحراء جزء من وطنهم ويريدون استكمال وحدتهم الترابية وحل هذا الملف الذي عمر طويلا، لكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني واتخاذ عدوه صديقا لنا”.
الطالبة سمية الجوهري، عبَّرت في حائطها على الفيسبوك أن وقوف المغاربة مع الفلسطينيين، ليس لأننا فلسطينيون أو عرب، بل نقف معها لأنها امتحان يومي لضمير العالم. معتبرة أن من يمد يده للقتلة في وطننا ويرحب بهم فهو منهم.
كما عرفت الجامعات المغربية تفاعلا من مختلف الفروع، مستنكرة قرار التطبيع، ومعلنة دعمها التام والمطلق للقضية المركزية للاتحاد، واستعدادها لخوض جميع الأشكال الممكنة والمتاحة تعبيرا عن موقف الجسم الطلابي التاريخي. ومن المرتقب أن تستمر أشكال الاحتجاج والرفض في جميع الجامعات المغربية ابتداء من هذا الأسبوع.
إعداد:
هيئة تحرير موقع الاتحاد