إن الوهن الذي أصبحت تعيشه شعوبنا وزحف العدو عليها وعلى مقدساتها يرجع بالأساس إلى تخاذل حكام أمتنا وعدم رغبتهم في نصرة المقدسات التي حررها المجاهدون الذين أفدوها بأموالهم وأسرهم ودمائهم أمثال صلاح الدين الايوبي وغيره ممن له غيرة على الدين والأمة. فمن المستحيل أن نحسم في استرجاع أرضنا المقدسة وحكامنا المطبعين لهم يد مع الكيان الصهيوني الذي مافتئ يقتل ويعتقل الفلسطينين ويغتصب أراضيهم، ثم ينعتهم وينعت كل من تضامن معهم بكل وقاحة بالارهاب.
لم يكن لبني صهيون أن يتجرأوا على أمتنا ولا على شبر من أرضها لولا أن لهم بين ظهرانينا حكام يوالونهم في وقت وحين فصاغوا معا مؤامرة لإنهاء القضية الفلسطينية ومحوها من أذهان الشعوب، فأعلن مجنون واشنطن “ترامب” ومن يحوم في فلكه بإتخاذ القدس عاصمة للكيان الصهيوني متجاوزا بذلك المعالم التاريخية والدينية والديمغرافية والجغرافية للمنطقة .
إن الفلسطينيين عاشوا نكبات قبل 1948 فكانت أول مأساة عاشها الشعب وعد بلفور المشؤوم الذي يهدف الى تأسيس وطن قومي للكيان الصهيوني ،وبعدها هجوم عصابات على مدنهم وقراهم بهدف إبادتهم وبث الرعب فيهم بغية تسهيل تهجيرهم من أرضهم ..فقد عاش الفسطينيون من خلال النكبة معاناة ومآسي شردتهم خارج ديارهم، وهدم معالمهم التاريخية والسياسية والإقتصادية..ثم ذاق الشعب الفلسطيني الويلات في نكسة 1967 بدعم وتخاذل عربي مفضوح فاحتل خلالها الكيان الغاصب سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي الصهيوني،هذه النكسة شملت حملة تطهيرعرقي وتهجير معظم الفلسطينين من مدنهم وقراهم.. ولازال الصراع في وقتنا الراهن محتدما بين
الفلسطينيين والكيان الصهيوني الغاصب بعدما كان صراعا عربيا صهيونيا.
والأن قد نشأ جيل مبارك في فلسطين لا يعرف الوهن متمسك بالدين والارض والعرض ويعي جيدا أن استرجاع الأراضي المغصتبة رهين بوحدة الشعوب والتخلص من أنظمتها التي زالت تفتل في حبل العدو، فيعمل جاهدا ﻹحياء القضية في نفوس الأمة ويستنهض الهمم ويربي الرجال استعدادا ليوم لابد أن يأتي… ثم يفضح المتآمرين من أبناءها ويبث الوعي فيها للدفاع عن مقدساتها ورفض كل تطبيع مع الكيان الغاصب..
فحال الفلسطينيين اليوم رغم كل ما يعانونه لم يتوانوا ولو لحظة عن أرضهم ودينهم الذي يقتضي الدفاع عن شبر من الوطن ،إذ أن الدفاع عن أي أرض واجب تجاه الجميع ،فما بالنا بالدفاع عن الأرض المباركة التي هي مسرى النبي الأمين،وقبلة الأنبياء والمرسلين..