اتحادات ومنظمات طلابية تلتئم في ندوة دولية لمناقشة التعليم العالي في ظلِّ جائحة كورونا
التأمت منظمات طلابية من خمس دول عربية في ندوة دولية “عن بعد” مساء أمس الجمعة 10 يوليوز 2020 لتقييم تدبير الجهات المسؤولة للتعليم العالي في ظلِّ جائحة كورونا، ومناقشة مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي بعد الجائحة.
ندوة ”التعليم العالي.. بين السياسات العمومية المعتمدة ورهانات المستقبل“ ، شارك فيها كل من المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، والمنسق الوطني للتنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب، والكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ورئيس اللجنة الطلابية في لبنان، إضافة إلى الأمين العام للاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، والمكلف بالإعلام في المكتب التنفيذي في الاتحاد العام الطلابي الحر بالجزائر، ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت.
ورَبط رئيس اللجنة الطلابية في لبنان، عمر الحوت، شرط تغيير الواقع التعليمي في بلاده بضرورة البدء بتطوير المناهج وتحسينها في المراحل التعليمية، التي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ 1997، وبالتالي لا تتيح الفرصة أمام التفكير في استخدام التعلم عن بعد.
ولفت إلى أنه “ليس من مصلحة أي طرف سياسي في لبنان تحسين مستوى التعليم والجامعة، لأن أغلب المسؤولين يملكون حصصا وأسهما كبيرة في الجامعات الخاصة، وبالتالي دعم الجامعة الخاصة على حساب الجامعة العمومية”.
فيما أوضح أسامة بوعياد في الندوة عن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، “أن الأرقام الصادمة بخصوص هجرة الأطباء وأطباء الأسنان والصيدلة، راجع إلى النقص في المعدات وكذا الراتب المخصص للطبيب”. مستغربا من تصريح وزير الصحة مؤخرا الذي يقول بضرورة إعطاء تحفيزات للأطباء المغاربة خارج البلاد ليعودوا لخدمة بلادهم، في ظل وجود نزيف تؤكده إحصائيات السنة الماضية “حيث سجلت هجرة ما يقارب نصف عدد المتخرجين من جامعة الرباط إلى ألمانيا في سنة جامعية واحدة”.
وفي نفس السياق المتعلق بـ “العقول المنهوبة أو ما يسمى بهجرة الأدمغة”، فأكدَّ سليمان زرقاني عن الاتحاد العام الطلابي الحر بالجزائر، على أن الجائحة أثبتت أن العقل الجزائري المتواجد حاليا بالبلدان الأوروبية والأمريكية وحتى الآسيوية، هو حقا عقل منقذ لهذه البلدان. فمثلا مجموعة من المستشفيات (كفرنسا على سبيل المثال) تتوفر على العديد من الأطباء والطاقات الجزائرية، التي تكفي لصناعة نهضة حقيقية داخل الجزائر.
ملفتا إلى أن “العقول التي توجد خلف البحار لا بد أن تتوفر لها الشروط لكي تعود للجزائر من أجل بناء قطاع التعليم العالي، وهذا ما يجب على الحكومة أن تضعه ضمن أولوياتها”.
بدوره مصطفى سيدي آوبك عن الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، تحدث عن مشكلة هجرة الأدمغة باعتبارها مشكلة مشتركة بين أغلب الدول العربية. موضحا أن “الحفاظ على الهوية المشتركة هو صمام إنجاح التعليم العالي، واللغة الرسمية للبلاد هي من يجب أن تعتمد”.
وأوضح مسترسلا أن الدرس الذي يجب أن تستخلصه دول العالم أجمع هو أن التعليم والصحة والاقتصاد، ثلاث ركائز أساسية أثبتت الجائحة أنها يجب مراجعتها وتقييمها ثم تقويمها وبناؤها من جديد على أسس سليمة قادرة على النهوض بالبلاد.
وهو الأمر الذي ذهب إليه محمد أمين أوعدي عن للتنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب عندما قال “إن جائحة كورونا أظهرت للجميع أن سلم الأولويات كان مختلا لصالح أمور أخرى وربما نجدها ثانوية أحيانا مقارنة مع قطاعات حيوية كالتعليم العالي والبحث العلمي والصحة”.
في حين اعتبر صابر إمدنين، عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أنه “لا يمكن الحديث عن مشروع تعليمي بعد كورونا في غياب الإرادة السياسية. كما لا يمكن الحديث عنه في إطار جزئي تقني”. مشددا على ضرورة وجود “رؤية استراتيجية متكاملة ومتعددة الأبعاد، يشارك فيها الجميع دون أي إقصاء أو تهميش، وبعيدا عن منطق الاستعجال والارتجال”.
وفي إشارته إلى أهمية المتابعة الدقيقة على مستوى التقييم الدوري، وكذا المحاسبة السياسية. شدد إمدنين على ضرورة القطع مع إملاءات المؤسسات المانحة والسياسات الرسمية التي لا تريد للتعليم إلا أن يبقى متخلفا عن الوضع الذي ينبغي أن يكون عليه.
وذهب فلاح ضاحي عن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، إلى ضرورة تفعيل “إدارة الأزمات” حينما قال: “يجب على المؤسسات التعليمية في دولة الكويت أن تُفَعِّل إدارة خاصة بالأزمات، لتفعيل التعليم عن بعد في ظل أي أزمة قادمة، حفاظا على سلامة الطلاب، وضمانا لعدم عرقلة مسارهم الدراسي”.
ويذكر أن الندوة تم تقسيمها إلى محورين، بُث محورها الأول يوم الإثنين 06 يوليوز، قدَّم المشاركون خلاله تقييمهم لتدبير الجهات المسؤولة عن التعليم العالي في ظل جائحة كورونا، موضحين بذلك أهم الإنجازات والإخفاقات بدولهم.