إمدنين بالندوة الطلابية الدولية : لا يمكن أن نقول أنه هناك شيء اسمه التعليم عن بعد بالمغرب
أكدَّ صابر إمدنين على أن التعليم العالي كان أول القطاعات التي تضررت بتداعيات جائحة فيروس كورونا-كوفيد19، إذ أثرت بشكل مباشر في النظم التعليمية؛ وأحدثت فيها تغييرات جوهرية كان لها تأثير واضح على الوتيرة الطبيعية التي يُدَبَّرُ بها التعليم الحضوري.
وأوضح الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، صابر إمدنين، خلال مداخلته في الجلسة الحوارية الأولى للندوة الطلابية الدولية التي نُظِّمت يوم أمس الإثنين 06 يوليوز 2020، أن تأثير الجائحة فرض واقعا تعليميا جديدا، يتمثل في التعليم عن بعد، والتي تفاعلت معه دول العالم على حدى بشكل متفاوت، البعض منها نجحت في مواكبة هذا النوع من التعليم، بالنظر إلى مقوماتها على مستوى البنيات التحتية التكنولوجية، وعن الخبرات المتعددة والمتنوعة في هذا المجال، وكذا الأدوات المجَرَّبة التي مكنتها من تجاوز “قرار تعطيل الدراسة”.
وأضاف الطالب صابر إمدنين أن “المغرب كان من بين الدول التي ظلَّت تصارع وتسارع من أجل مواكبة التعليم عن بعد. هذا التفاعل يرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة المسارات والخيارات والسياسات العمومية التي نهجتها الدولة المغربية في مجال التعليم العالي”.
وأشار الكاتب الوطني إلى أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب سجَّل منذ تعليق الدراسة يوم 16 مارس 2020 مجموعة من الملاحظات والمشاكل، بعضها مرتبط بجوانب بنيوية، والآخر بجوانب تقنية واجتماعية، عكس ما يحاول أن تُرَوِّج إليه الجهات الرسمية والخطاب الرسمي بكثير من الحماس عن نجاح التعليم عن بعد، مستندين فقط على الحصص الدراسية التي تم تنظيمها والمواد الرقمية التي تم إعدادها.
واعتبر إمدنين أن ما تم الاستناد إليه في التقرير حول نجاح العملية أمر لا يستقيم وغير منطقي وعلمي، “إذ لا يمكن اعتبار معطى مرتبط بالعدد أن نحسم به مسألة النجاح والفشل، ولا يمكن اعتبار ذلك هذا الأمر محاولة للقفز على الواقع الدي يؤكد عكس ما يُرَوَّجُ له. وبالتالي لا يمكن أن نقول أنه كان هناك شيء اسمه التعليم عن بعد بالمغرب ، بل يجب أن نسميه شيئا آخرا غير التعليم عن بعد، لكونه يتوفر على مقوماته ومستزماته ومدخلاته وخرجاته التي هي مضبوطة”.
وذكر الكاتب الوطني لأوطم أن أول ما سجَّله الاتحاد تمثَّل في غياب التخطيط الاستراتيجي لهذه العملية، وافتقاد الدولة المغربية للمقاربة الاستشرافية التخطيطية والخطط البديلة التي من خلالها تُدَبِّر التعليم في حالات الاستثناء-حالة الطوارئ أنموذجا-
ثاني نقطة تم تسجيلها من طرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب حول هذه عملية التعليم عن بعد تمحورت حول غياب البنيات التحتية والموارد البشرية الكافية المؤهلة، وذات الكفاءة العالية التي تُمَكِّنها من مواكبة هذا الأمر وتُنَزِّله بالشكل المطلوب. يقول صابر إمدنين.
وأضاف المتحدث ذاته موضحا أن الاتحاد من الإعلان عن تعليق الدراسة حضوري، طالب الوزارة الوصية بتوفير الانترنت المجاني والوسائل الإلكترونية من أجل تحقيق نبدأ تكافؤ الفرص، وتكريس المفهوم الحقيقي للعدالة المجالية. “وللأسف عدم توفير ذلك كان له سوء الأثر على مسألة تكافؤ الفرص، وكشف أيضا عن طبيعة الشعارات التي تتغنَّى بها الإصلاحات التي يتم تفريغها وتنزيلها بين الفينة الأخرى، وفرضها رغما عن إرادة الفاعلين الأساسيين داخل الجامعة وعلى رأسهم الأساتذة والطلبة، لكون هاته الإصلاحات تفتقد للحد الأدنى من مقومات المشروع التعليمي الحقيقي”.
وكشف إمدنين على أن “أغلب الجامعات لا تتوفر على منصات تعليمية متخصصة، بل هناك منصات تعليمية أُسِّست من خلال المجهودات الطيبة للأساتذة لكي لا تتوقف العملية البيداغوجية”.
كما سجل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ثالث نقطة حول عملية التعليم عن بعد، تتعلق بضعف التكوين وضعف تأهيل وتكوين الموارد البشرية في المجال الالكتروني الرقمي. يضيف نفس المتحدث.
وجددَّ إمدنين التأكيد على أن التعليم عن بعد يبقى تجربة مفيدة، لا بد من الاستفادة منها وتطويرها في إطار سياسة عمومية ناضجة وراشدة، وتقطع كذلك مع التردد الذي طبع تعاطي الجامعة مع المجال التكنولوجي والرقمي. مشيرا بحرص كبير على أن التعليم عن بعد يبقى داعما فقط للتعليم الحضوري ولا يعوضه، مع الحفاظ على الأبعاد البيداغوجية والتربوية للعملية التعليمية.