كنت كتبت هذه المقالة الصغيرة قبل سنة، لكنها لم ترى النور فأضفت بعض الأفكار الجزئية وبوبتها حسب ما أراه مناسبا، أشرت من خلالها إلى تصويب في صفوف الطلبة فيما يخص التدوين والوظيفة الشاغرة للأقلام الشبابية.
مقدمة طلالية
التدوين والمقالات .. عرف شاغر في صفوف الطلبة
قوة التخطيط وضعف التدوين
بناء الملف الشخصي الجيد
مقدمة طلالية
يتيح فضاء العالم الأزرق مجالا جذابا لتطارح الأفكار ومناقشتها على مختلف المشارب والتخصصات والميادين منها السياسية ومنها النقابية، إلى غير ذلك.
و ما يفرزه الوسط الجامعي من تداخلات و صراع تدافعي لا ينتهي، فنجد في الساحة الجامعية مجال جذب نتبارز فيه ثنائية الحق و الباطل .. و تصول في رحابها التهمة و الدفاع، مما حدى بالجامعة عن سيرها العلمي، و تسيل الكتابات و تتراكم القراءات من طرف الباحثين و المهتمين بالشأن الطلابي .. وبجانب ذلك كله الميدان عجاج بالاحتجاجات ويغوص الطالب في الحلقات وينسجم أو لا ينسجم مع الجو النقابي المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ خمسينيات القرن الماضي.
لكن أثناء هذا وذاك يغفل الكثير من الطلبة عن البناء الداخلي لملفاتهم الشخصية الذي هم فيه يختلفون!
التدوين والمقالات .. عرف شاغر في صفوف الطلبة
دائما ما ألاحظ أن معظم المقالات تتسم بما أسميه “الرسمية المفرطة” فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن من “يكتب” هم من قادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وكأن الأمر يقتصر عليهم فقط، ربما يكون تفكيري ساذجا بعض الشيء أو لم يسعفني الحظ في معرفة “خجل” أو “حياء” الأقلام الطلابية إن بالغت قليلا، فأبواب الساحة مفتوحة على مصراعيها والبقية ممن يحمل هم يدون في حسابه الشخصي تدوينة لا تتجاوز عدد متابعيه أو أصدقائه في صفحته الرسمية، الأمر يتجاوز هذا،
الطالب منغمس بمعمعة الميدان وغائص في صخب الجامعة، فهو يحاكي التجربة بما تقدمه من ثمار، وبما يتعرض له من وخز أثناء القطف، فيتوسط حقلها الشاسع بالتواصل ويحدها ذودا ودفاعا عن المطالب لكن الأمر المؤسف له “الأعمدة فارغة” والمحتوى المقالي المكتوب أو المدون فقير جدا رغم أن التجربة غنية، وهذه المفارقة تفرز الخمول والجمود فيكون التغني بأغاني المعارك القديمة والترتيل اللفظي للأحداث والوقائع الغابرة القابعة في الذاكرة وتكون بذلك دندنة الماضي أداة فعالة لنقل التجربة والتواصل الفعال في نسخة التجديد والوسائل المتجددة. كطالب يهتم بالنتائج أهمل التفاصيل الماضية وأجمع الحصيلة وهذا زاد في حد ذاته لاقتحام فقه الواقع.
قوة التخطيط وضعف التدوين
وسبب كتابتي لهذا المقالة السريعة هو دعوة مفتوحة لرصد المألوف القابع في الأذهان وتجاوزه إلى مرحلة الإنتاج والإبداع واليقظة، وكلها في الحقيقة مفاهيم وقواعد للبناء، وهذا ما ذكرته في غير هذا المكان تحت عنوان “الكتابة الشخصية دعوة للبناء” في مستويات ومحطات محددة وضرورية، فمثلا أغلب الطلبة ممن ينتمون إلى هياكل أوطم له القدرة على التخطيط وقيادة المعارك النقابية وتدبير الأنشطة الثقافية والعديد من الإجراءات والبرامج المسطرة، لكن الأمر الذي أعجب له هو ترك التدوين والاكتفاء بذاتية التجربة. بمعنى أن جانب الإجرائية والتنفيذ الذي يمثل المحطة الثانية من المستوى الخامس الذي ينادي ب “إحضار الجانب التنفيذي في استحضار أحقية الكتابة الشخصية والعملية الفكرية المتمكنة من أجل تلبية دعوة البناء” حاضر والغياب مسجل بهجر التدوين ضاربا عرض الحائط المحطة الأولى ” التحليل، والتركيب، ثم التخطيط ” والمحطة الثالثة ” التقييم والتنوير ” ليخدم هذا التسلسل التصويب الذي أنادي به
وأعتذر هنا لأخي الطالب على هذا الأمر، ففقه الميدان لا يكفي وحده بل يجب أن يعاضده فقه المعرفة و مهارات التدوين و التحليل، و أن يصاحبه رسم التنوير لبلوغ الأهداف و ، الأمر أشبه بالألفات الثلاثة التي إذا كتبت منفردة متفرقة فقيمتها ثلاثة أما إذا اجتمعت بالتساند العددي فقيمتها مائة و وإحدى عشر، لذا لاكتمال عملية البناء الشخصي لابد لك من الملف الشخصي و هذا ما سأتطرق له في بناء الملف الشخصي.
إن ما يميز الطالب اليقظ هو ممارسته لرياضة التقييم الداخلي لمجموع سلوكاته وعاداته وفكره وطرق تحصيله، فتتجدد دورته الدموية في إطار حركي نفسي، وضبطه لتقنيات تدبير الذات.
بناء الملف الشخصي الجيد
وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي الدور الرئيسي في هذا الملف الشخصي المطلوب المرغوب، على رأسها “الأزرقين” الفيس بوك وتويتر، فالصورة التي تتكلف ببنائها من دون وعي سواء في منشوراتك أو أنشطتك، تصدر أحكاما قيمية فيما يصدر منك، لذا أحيلك على أن تبدأ في ترميم هذه الصورة وقد جمعت لك هذه الخطوات:
- السعي إلى التفوق الدراسي
- تنظيم الواجب العملي:
ويتلخص في التخطيط والتدبير وأنصحك بقراءة كتب الرائد د. إبراهيم الفقي رحمه الله، واستعمال الوسائل المتاحة لتفعيل التنظيم وللحصول على أعلى كفاءة.
من بين هذه الوسائل هناك
المذكرة الشخصية.
التطبيقات الخاصة بقوائم المهام، أشهرها أداة Any.do، عن طريقها يمكنك تدوين قائمة المهام اليومية الخاصة بالعمل، الدراسة، القراءة وحتى الأفلام التي تريد أن تشاهدها وغيرها. فهي تسمح لك بتنظيم قوائم المهام حسب التصنيف المناسب وتوفر لك أكثر من ميزة لسهولة الوصول إليها.
الأداة بسيطة جدًا فهي تتكون من أربع قوائم (اليوم، غدا، قادمة، يومًا ما) لتساعدك على تخطيط مهامك جيدًا وحسب المعدل الزمني المناسب. بإمكانك الوصول لهذه الأداة بأي مكان فهي توفر أكثر من تطبيق للمنصات وأنظمة التشغيل المختلفة سواء الويب، الهاتف، وندوز، أندرويد أو iOS، وغير ذلك
- بناء المصداقية وله ثلاث مستويات:
- مصداقية الشخصية:
بأن توظف إنجازاتك و المناصب التي شغلتها أثناء فترة الجامعة )عضو مكتب التعاضدية، قيادي في لجنة التنسيق الوطني، رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب … و تتعدد الأمثلة (، الشواهد التي حزت عليها و حتى عدد و نوع الأنشطة التي نظمتها، و تكتب كل ذلك على شكل فقرة في حسابك الشخصي، لذ بادر من الآن و قم بملء صفحتك فهكذا ستبني مصداقية شخصيتك في أسوار العالم الافتراضي المفتوح.
- مصداقية الأفكار:
التي ينتجها ابتكارك وملاحظاتك، وأفكارك المفعمة، والتي تنكشف عبر التدوين، ويعمقها التحصيل و يغذيها التكوين..
- مصداقية الهيئة
مصداقية الهيئة التي تمثلها، فطبعا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو الممثل الشرعي لكل طالب مغربي وكلما بنيت مصداقية شخصك انعكس ذلك على أفكارك والمجموعة التي تنتمي إليها.
كانت هذه الإشارات سريعة وإذا كانت لديك ملاحظات وإضافات، فتواصل معي فإني أرحب بها على الدوام.
بقلم محمود ايت الكاتب