أعلام سياسية وحقوقية وإعلامية تتضامن مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
يوما بعد يوم، تتعالى شعارات الطلبة المشاركين في الملتقى الطلابي الوطني 17 بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ونتيجة المنع الذي امتد قرابة أربعة أيام، أ منذ يوم الإثنين 13 مارس 2023 وهو تاريخ الانطلاقة الفعلية لهذا الحدث الوطني الطلابي، استمرارٌ في مسلسل القمع الذي استمد شرعيته من العنف والبطش والسلطوية المطلقة في حق طلبةٍ بحت حناجرهم صدعا وطلبا للإنصاف ورد الاعتبار ومواجهة الباطل المخزني المخزي الذي منع وصدَّ الجموع الطلابية دون سند قانوني، لينتهي بهم الأمر بالضرب والرفس المبرحين أو الرمي في غيابات المعتقلات..
صمود مشهود له بالثبات، يقابلة تضامن واسع من طرف هيئات حقوقية ونقابية محلية ووطنية، أعلام بارزة سياسيا وحقوقيا وإعلاميا مؤازِة بالموقف والكلمة، من أجل الوقوف على قضية المنع التي بلغت من الظلم مبلغها، حيث قام الأستاذ الحسن السني، الكاتب العام للفضاء المغربي لحقوق الإنسان بزيارة يتفقد فيها الطلبة المصابين جراء الاعتداء الشنيع الذي وقع صبيحة اليوم الخميس، من بينهم الكاتب العام صابر إمدنين، وقد قدم الأستاذ السني خلال زيارته تضامنه المطلق مع مناضلي الاتحاد سائلا الله عز وجل لهم الشفاء العاجل..
كما أفصح الدكتور محمد منار، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، في تدوينة له عن تنديده الشديد باقتحام قوات الأمن لمدرجات كلية العلوم بجامعة الحسن الثاني في اليوم الثاني من أيام الملتقى، ومنع الطلبة من الدراسة ومن حقهم في تنظيم نشاط ثقافي، وفي نفس التدوينة أوضح الدكتور منار سخطه عن “الاستخفاف غير المسبوق بالأساتذة والإداريين والطلبة” المتمثل في قرار توقيف الدراسة واقتحام الحرم الجامعي، دون أن يفوته التضامن مع مناضلي الاتحاد الصامدين والمتشبثين بحقوقهم المشروعة “التي يكفلها لهم الدستور المغربي والمواثيق الدولية” على حد قول الأستاذ الجامعي محمد منار..
زيادة على ذلك أعرب الصحفي حميد المهداوي عن أسفه و مقته الشديدين لما أصبحت تعانيه الجامعة المغربية من عسكرة و بولسة، وهي الظاهرة التي اعتبرها دخيلة على الفضاء الجامعي لم تشهدها سنوات الجمر والرصاص، ليتابع معلقا عن صورة تم ترويجها لعنصر من عناصر القمع الهمجي يعتلي الطاولة ويمارس عنفه ضد الطلبة داخل الحرم الجامعي، كما استنكر الصحفي ذاته ما تعرض له الطلبة والمناضلون من عنف و منع وتنكيل..
وتضامن الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أيضا من خلال تدوينة له على صفحته بالفايسبوك مع ما تعرض له مناضلو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالدار البيضاء، ليصف الوضع بمجزرة في حق طلبة المغرب، ويضيف واصفا الحدث أنه إجرام وحشي للأجهزة المخزنية المطبعة في حق الطلبة والجامعة.
في تضامن ميداني، عبرت من خلاله الحقوقية السعدية لولوس تآزرها مع الطلبة والطالبات الذين تعرضوا للقمع البوليسي ومنعوا من دخول أسوار الجامعة، حيث زارت الطلبة في الموقع الذي منعوا فيه، تأكيدا أن قضية منع الملتقى الطلابي 17 يجب على كل كان في هذا الوطن مساندتهم، وقد صرحت بشكل واضح أن هذا الوضع الذي آلت إليه الجامعة من تضييق وترهيب أمني ليحز في النفس؛ والأجدر للدولة أن تتابع المذنبين وناهبي خيرات الوطن..
كما عبر الدكتور هشام عطوش عن استنكاره في صفحته الشخصية على فيسبوك بتساؤلات “هل الملتقيات الطلابية والمنظمة من طرف أوطم UNEM ليس مرحبا بها؟ لماذا منع الملتقى 17؟ أليست الجامعة تخرج مفكرين؟ أليس المطلوب هو تطوير كفايات القوة power skills؟”، وأضاف أيضا “ضمان حرية التعبير الطلابي السلمية ضرورة”..
وأعلن الناشط السياسي الدكتور المعطي منجب أيضا تضامنه مع الطلبة والطالبات الذين تم اقتحام المدرجات عليهم/ن بالدار البيضاء وتعنيفهم، وأضاف قائلا” لا يَقُل لي أحد ان التدخل العنيف كان قد قرره رجال الأمن الحاضرون، فهم كانوا يرون أن الطلبة لا يفعلون ما يمكن ان يمس بالقانون وانما كانوا يسعدون بنقاش بعضهم البعض في حماس شبابي موجود -ومرغوب فيه- في كل بقاع العالم المتقدم”..
وأصدرت الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان أيضا بيانا تناولت فيه هذا التضييق الذي مورس على الاتحاد الوطني للطلبة المغرب وتؤكد فيه أن هذا المنع جاء رغما عن الحرية النقابية والحقوقية المسطرة دستوريا والمكفولة قانونيا، كما استنكرت التدخل الأمني العنيف، وحملت المسؤولية الكاملة للأجهزة الأمنية الغريبة عن الجامعة، ودعت أيضا إلى احترام الحق النقابي للطلبة، لتختم البيان بدعوتها لجميع مكونات المدنية والسياسية والحقوقية والنقابية وأساتذة التعليم والعالي وكل الفضلاء لتحصين الجامعة من أجل أداء رسالتها العلمية والتنويرية..
وعبر رئيس الفضاء المغربي لحقوق الإنسان محمد النويني هو الآخر عن أسفه لما طال الملتقى من منع قائلا:”كان بودنا أن نلج الجامعة ونعتلي منصة الندوة صحبة ثلة من الأساتذة الأفاضل رموز الحركة الحقوقية”،ليضيف مستنكرا “لكن السلطات الأمنية أبت إلا أن تختصر الطريق، وتعمل على محاصرة جميع مداخل ومنافذ الجامعة مانعة الولوج إليها من قبل الطلاب المسالمين وضيوفهم”، ليتم كلامه بقوله أن مشهد المنع واستباحة حرم الجامعة يغنينا عن أن نحاضر أو نناظر في هذا الموضوع الذي أصبح توصيفه واضحا وضوح الشمس لا يحتاج إلى شواهد ولا إلى براهين..
واستفسر الأستاذ والناشط الحقوقي والسياسي خالد البكاري في تضامن له مع الاتحاد الوطني عبر تدوينة له عن موقف الأساتذة الجامعيين والنقابة الوطنية للتعليم العالي من الانتهاك الذي تتعرض له حرمة الجامعة بعد اقتحام الأجهزة الأمنية للمدرجات، مشيرا أن الساحة المغربية على أبواب مرحلة من التطبيع بين النخب والتغول السلطوي، وندد البكاري بمشهد الاقتحام المؤلم لكل من لا يزال يؤمن برمزية الجامعة والمعرفة، والبلاغ الكارثي، المضحك المبكي حسب وصفه، الصادر عن الجامعة بتعليق الدراسة حتى حتى نهاية الأسبوع بدرائع واهية وغير منطقية..
ونشر أيضا الحقوقي الأستاذ محمد الزهاري على صفحته في الفيسبوك تدوينة يعبر فيها أن ما حدث في الحرم الجامعي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق بالدار البيضاء وبمحيطها من استعمال مفرط للقوة والعنف والمس بالسلامة البدنية للطالبات والطلبة يعتبر سلوكا مخزنيا، وأضاف أن هذا الفعل يؤكد أن هناك توجهات عدائية لحقوق الإنسان وردة حقوقية واضحة، وختم تدوينته بتأكيده أن ماحدث ويحدث إساءة حقيقية لسمعة الوطن، وكل الإدانة لهذا السلوك المخزني البائد..
وتضامن مجموعة من الفضلاء الآخرين من مختلف التوجهات بالمجتمع عبر بيانات وتدوينات وغيرها..، كما عرفت مواقع التواصل الإجتماعي تضامنا واسعا وتناقلا لأحداث العنف والتضييق، مستنكرين بدورهم الاعتداء على الجماهير الطلابية واستباحة الحرم الجامعي.
