عزيزي للسؤال أهمية في فتح الشهية للمطالعة و البحث العلمي و الأكاديمي وله إحراج كبير لقدرته على تعرية الواقع ، لنعد الى المحور الجوهري وهو أنت انت طالب اليوم إطار الغد الباحث عن الحقيقة متى وجدتها كان لوزما عليك بسلطة الواجب نشرها لعوام الناس ، هؤلاء الذين يكيدون لك المكائد ليس لعدم فهمهم او جهلهم بمكانتك ولكن ليقينهم التام بقدرتك المفتوحة لكافة المصارع على الإطاحة بوهمهم المزروع في العقول و المدرس لك في كتب التاريخ الزائفة فكتبوا عن احرار الوطن خونة وكتبوا عن الخونة أبطال باعوا المغرب مقابل دراجة هوائية يا لسخرية التاريخ و أنت ستكشف زيف التاريخ خدعوك فقالوا ان الإنتظارية جزء منك و ان التغير ليس منك إن لم تكن مصدره فأكيد انه سيبقى منعدما طالما تغزوك عقلية الإنتظارية و الانتهازية لا تكن منهم و إن كنت كذلك تخلص منها لأنها جلباب متسخة بقذارة التاريخ لأن الإنتهازين مصيرهم مزابل المجتمع ،ما فائدة ان تكون لك سيارة فارهة و فيلا واسعة وأنت فاشل في تربية أبنائك او تعاني من مرض الأرق ، لا تكون انتهازيا فإنها جلباب متسخ لا تليق بك و إن صادفتهم في طريقك تجنبهم كي لا تصلك رائحتهم الكريهة ، سيقلون لك إلزم الجدار وهذا الجدار سيتحطم فوق رأسك بعد تخرجك ، عزيزي الطالب أمر في يومين لأصدقائنا المعطلين و أجد الجماجم تكسر و أتساءل إن كان مصير الطلبة هي البطالة لماذا لا يقفون هنا في المرحلة الطلابية ؟ طلبة فرنسا و إنجلترا ينتفضون مع كل قرار يهدد مستقبل الطلاب ونحن ماذا ؟ هل يعني ان نضالك او الأسلم لأصالتنا جهاد كلمتك سيفقدك للمعرفة ؟ إذن مستقبلك رهين بالقرارات الفاسدة التي تأخذها الدولة في مرحلتك الطلابية فالوعي بمصلحتك المستقبلية أمر هام و اعلم أن المعرفة مصدرها البحث و ليس الفصل .
عزيزي الطالب يفسر الكثيرين عزوفك عن السياسة هو عدم وعي و في فعلك وعي تام على فساد السياسة ببلدنا و هل هذا يتطلب منا القعود على مقاعد لا مبالاة في دكت المشاهدة دون الفعل ؟ أكيد ان لم تخطط لمستقبلك فأنت في مخططات الآخرين، العقلية التبريرية للواقع دون فعل ما محلها ؟ هل المطلوب منا هو ولوج قاعات الدرس و تخزين الدروس كعبيد السلاطين دون إنتقاذ ؟ ما الذي أوصلنا الى هذا ؟ الإجابات تتعدد و كلها تصب فيك انت أيها الطالب المفتاح في يدك لنهوض بأوضاعك ، الأمير عبد الكريم الخطابي اختار اختياره مع العلم انه كانت له فرص ليكون أحد من يطبلون بأسمائهم في ذكرى الإحتقلال .
عزيزي الطالب سابقا كانت المرحلة الطلابية طويلة مدتها 4 سنوات في سلك الإجازة أما الآن فهي في ثلاثة سنوات فارق سنة، لدا اليك السناريو التي تعتمده الفوضى في ضياعك : السنة الأولى سنة المشاكل السنة الثانية سنة التأقلم السنة الأخير الإعداد للانصراف ، فتجد نفسك لم تزد شيء سوى كرها للواقع عند تخرجك لم تمارس حقك في التعبير و الفعل المتاح بكل أريحية داخل الكلية ، الحرم الجامعي حصانتك في النقاش و الفعل كلفته دماء و اعتقالات في زمن سابق لا تضيعها لأن فيها ضياع مستقبلكـ ، كذبوا عليك وقالو ان المناضلين فاشلين وكل ساسة بلدنا كانوا مناضلين في أوطم و مفكرون كانوا من أعلام الحركة الطلابية انتجت لنا اعلام كبرى و رجال لا زالوا شرفاء هذا الوطن من مفكرين و أستاذة ليس المطلوب ان تكون حطبا و لكن ان تكون شجرة تثمر ثمار طيبة لوطنها .
عزيزي الغالي : الجامعة تحتاج لك في معاهدها و كليتها تذكر التاريخ ليس للعيش فيه او التغني به ولكن لفهم ضرورتك الآن مرحلة مهمة تقبل عليها الأمة وتذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم [1] انت من زمرة إخوته الذين سيؤمنون به و سيحملون لوائها انه مبعوث للإنسانية ابتسم وقل ان اخ رسول الله يفرح القلب بهذه الكلمة ورددها ومكان الرسول عليه صلاة الله وسلامه ان يكتم العلم او الحقيقة كان من الدعاة الى الله لأنه الحق وقف في جور قريش و نصر المستضعفين . ما قيمة معيشة ضنكاء فارغة من معنى الشهودية لله ما معناها سوى دوابية تنتظر الموت ليخلصها من كللها .
عزيزي الطالب لن يتكلم معك أحد بصدق تام غير من عاش و لا يجب أن تعيش ما عاشه الأولين بل ان تعيش وفق ما خلقت له تذكر انك الأفضل و الأهم من شرائح المجتمع كلها لأنها تنظر اليك بالعين المتشوفة لمستقبل أفضل ولك كلمة الصادمة للباطل فلا تبخس بها و علمك مفتاح عملك ليس الرزق لأنه مدبر من الله و لايعني هذا التواكل.
عزيزي الطالب تذكر ان من كتب التاريخ هي مواقف و إعلم اننا لا نفعل الفعل البنائي لكتابة التاريخ و إنما لممارسة حقنا في الشهودية لله تعالى التي يخفيها عنا الجبر ، حقنا ان نعيش لما خلقنا له ان نعيش خلفاء في الأرض مستأمنين على دعوة رسول الله، الدعوة الجامعة بين تزكية النفس و إقرار الحق لأصحابه تذكر ذلك الطالب الذي لاق الحجاج سفاح الأموين فقال له كلمة حق وجهادك جهاد كلمة و برهان وحجة[2] .
في زحمة المحاضرات و حصص الدرس لا بد من أولويات مرحلتك لن تتكرر فأغنم، سمعت ان فلان يلج قاعة الدرس صباح مساء و ليس في جعبته كتاب مقروء سوى وريقات متجاوزة امام وفرة الإنتاج العلمي و المعرفي الوقت ذهب ينفلت بسرعة انت لست بإنسان عادي الملائكة تقدم لك أجنحتها انت في ذمة الله[3] فوقتك يكون فريدا ، عش مرحلتك في كل جوانبها المعرفية و الحركية و القلبية ، تذكر ان العظام كتبوا و انتجوا وهم طلبة و لا تغرنك المظاهر فالأفكار تقدم في ميزان المنفعة التي تقدمها للإنسان ومن يكرر انتاج المعرفة نفسها يعيش في برج النسيان .
لا تقلق، أزمت المعيشة تأرق الكل و الحل ليس التفكير الفردي او الأنانية فالحل فيك في أن تكون أمين الأمة و سيفها المسلول وعالمها المرفوع ، فالرزق آت لكن الفعل يحتاج لك لا تركز على مقولة الدراسة للعمل لأنها ستجعل منك تفعل أي شيء لتعمل فتصبح من زمرة الآخرين ، و تذكر أن العظام الإنسانية ماتوا في سبيل فكرة عاشوها و نفعوا بها الإنسان و أنت هذا الإنسان .
الشهودية لله حياتك تتجلى مظاهرها في مرحلتك الطلابية طلاب مصر أرعبوا العسكر و لازالوا يرعبونهم، طلاب إيران حموا الثورة وطلاب فرنسا طبقوا مبادئ الثورة طلاب أنجلترا حموا مستقبل الطلاب و طلاب المغرب أنجبوا لنا يوسف بن تاشفين طالب الحقيقة في زاويات العبادة فشهد لعصره بالصلاح و الكمال ، في اللإستقلال و الإحتقلال لازالت كلمة الطلاب لها صدى خارج أسوار الجامعة فبأي مبدأ نقيم هذا الفعل ؟ هل من منطلق الشهودية لله و إقامة الشهادة قلبا و فعلا ام من منطق المعاش ؟[4] عزيزي الطالب اليأس سلاح الآخر تجاهك و سلاحك الشهودية لله في البحث المعرفي و الحركة الحرة لك معارك جانبية لكنها دورات تكوينية في الخطابة وتحليل الأوضاع و تعلم الإستراتيجية التي تقدم لساسة بلادنا في كبرى المراكز التدريبية في أمريكا للكيد بنا.
[1] أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ . وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا . قَالُوا : أَوَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ . فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ، أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ ،مسند أحمد بن حنبل
[2] حدثنا القاسم بن دينار الكوفي حدثنا عبد الرحمن بن مصعب أبو يزيد حدثنا إسرائيل عن محمد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر،قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي أمامة وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
[3] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : ” مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ ، وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ ، وَ إِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، وَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَ لَا دِرْهَماً وَ لَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ “
[4] “إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا”