لا شك أن للجامعة أثر مهم داخل أي مجتمع من المجتمعات لما تمثله من فضاء للعلم والمعرفة، ولكونها فضاء مفتوحا للنقاش الطلابي، لكن يبقى الدور الأساس من رسالة الجامعة هي تخريج أطر فكرية وسياسية تعود بالنفع على المجتمع.
المتتبع لحال الجامعات المغربية يلحظ ترديا غير مسبوق في شتى المجالات، المجال) التعليمي، البيداغوجي، الاجتماعي..( بحيث تعرف تخبطا واضحا على مستوى المناهج وفوضى عارمة تتمثل في الاكتظاظ الذي يزداد عام بعد عام، الأمر الذي يحول دون تأدية دورها كما يجب تجاه طلابها. كل هذا في غياب إرادة جادة وحقيقية للنهوض بالجامعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لكن أي موقع المكونات الطلابية من كل هذا؟
إن المكونات الطلابية الموجودة في الساحة تتحمل جزء مما آلت إليه الجامعة لكونها عجزت إلى حد الآن في إيجاد تصور نظري مشترك وفتح نقاش فكري عملي يجمع شتاتها ويوحد آراءها بعيد عن الخلافات الضيقة المصطنعة التي لا تزيد للعمل الطلابي إلا خسارا تحقيقا لمصلحة الحركة الطلابية وهذا لن يتأتى لها إلا بحوار طلابي واسع يجمع ويشمل جل الفصائل والمكونات الطلابية التي يتطلب منها أن تكون واعية بأهمية توحيد الصف الطلابي لمواجهة مخططات المخزن الذي لا يريد للجامعة أن تأخذ مكانها الريادي والطبيعي داخل المجتمع.
هذا الحوار الطلابي الطلابي مرهون في نجاحه بالاستعداد التام لكل الفصائل بتقديم المصلحة الطلابية وجعلها فوق كل اعتبار..
جناية العنف؟
إن تحقيق والوحدة الطلابية ما زال بعيد المنال ونحن نرى أبرز عقباته ما زالت ظاهرة بدء من الصراعات المختلقة داخل الساحة الجامعية خاصة بين الفصائل المتباعدة جذريا على مستوى أيديولوجيتها وفكرها التي لم توظفه في خدمة الهدف الطلابي المشترك فنجد للأسف بعض الفصائل اليسارية جعلت أساس وجودها انعدام الآخر، وصرنا نسمع داخل أسوار الجامعة شعارا تردده بكل حماس واقتناع “سال على من سال.. طلعت للكلية “”نحارب الخوانجية” هذا المكون جعل ولخص وجوده داخل الجامعة محاربة الآخ روهدفا يريد تحقيقه،الحوار مستحيل مادام هناك مكونات طلابية تشهر السيف في وجه مخالفيها وتكره الطلاب على خياراتها وممارستها وتعلن عن سلميتها قولا فقط والعنف خطابها وممارستها، الحوار لا يزال بعيدا ما دام هناك مكونات تبحت عن اللامشترك وتنأى بنفسها عن الجميع حفاظا على مصالحها وتوجهها في تنكر تام للمصلحة الطلابية العامة.
الحوار والوحدة سبيل الخلاص
اعلموا جميعا أنه لا مستفيد من الشتات غير المخزن وأنه لا بديل عن الوحدة وطريقها مائدة الحوار، لا بديل عن التنازل والتضحية لا بديل عن التنكر للذات، و الجامعة ستظل فضاءا لتلاقح الأفكار والإحترام، فضاء يتسع للجميع، ولا يرفض الحوار والوحدة إلا من يتخذ العنف منهجا له أو ارتمى في أحضان المخزن باحثا عن خيار محط رفض وشبهة.
“جمود” الدولة وتحملها المسؤولية الأولى
عجيب أن لا نرى تحركا جادا من المسؤولين المباشرين تتحرك الدولة والحالة المتدنية على جميع المستويات التي تعيش فيها الجامعة والتي لا يجب أن نفصلها عن السياق السياسي بالمغرب الذي يحكمه الاستبداد والفساد و التسلط وغياب الإرادة الحقيقية عند الحاكمين للنهوض بالتعليم كلها أسباب تكمن وراء تراجع الجامعة المغربية وتدهورها.
إن من يتحمل المسؤولية الأولى في انحطاط جودة الجامعات المغربية هي الدولة بالدرجة الأولى وغياب إرادة حقيقية لسياسييها والحاكمين سيزيدها انحطاطا.