روح الملتقى
الملتقيات الوطنية لأوطم أحداث جليلة في تاريخ الحركة الطلابية، كتبت وستظل تكتب بأنفاس الحرية ورفعة الموقع وثبات الموقف، وأنت تتأمل في مسار تطورها سترى تلك الخصال الجامعة التي وحدتها، ستتلمس معاني الصدق في الخطاب، والثبات في جليل الخطب، سترى وضوح الأفق، ورسوخ الخطى، وتجدد الفعل، وإبداع الشكل والمضمون، سترى أخلاق الفتوة والبذل والإتقان والإيمان،.. هي معان أكبر من يصفها قلم، أو يعبر عن زوالها ألم، هي تلكم الأسرار التي كلما حاربها المستبدون فينا أنارت وزاد إشراقها.. كلما ضاقت بنا السبل استحققنا ببعضها بعد فضل الله الظهور والنصر.. أثر الملتقيات الطلابية وغيرها من مواطن إعطاء براهين الرجولة وصدق المبادئ سيبقى عصيا أن تقيسه مقاييس الكم والكيف، منيعا أن تحاربه قوى الاستبداد والحيف.. جيلا عن جيل، وهمما عن همم، اقبالا أو إحجاما، سنراكم التجربة ونؤسس للتغيير والغد المشرق الموعود.. قد يطول الزمن ولكن لن يتوقف العطاء، قد تزدحم الأولويات ولكن لن تزيح البوصلة، وقد تتباطؤ الخطى ولكن لن يتغير القصد.. في الملتقى تلتقي ينابيع الخير ومداخل بناء الإنسان، تجارب تجب أن تنقح ويستفاد من روحها، همم وإرادات تذكر ليستلهم من صدقها، ساعات صبر ومصابرة وتطاوع هي حد المناضل الأدنى من أخلاق الأحرار وشرفاء الخلق، معرفة تؤخد بأدب، ثبات يتعلم من أهله في مواطنه، خطاب واع ومتزن، وقبل ذلك وبعده قلب صادق مؤمن بالنصر..