حارة المغاربة…المعلمة المنسية
تحل علينا هذه الأيام ذكرى هدم حارة المغاربة التي كانت ولاتزال معلمةيشهد عليها التاريخ، ويكتب اسمها بمداد من ذهب. معلمة، تصور مدى ارتباط المغاربة بالأرض المقدسية. ولابد لنا أن نحيط بهذا الأمر، لكي توقظ في أنفسنا تلك الشعلة التي يحاول الصهاينة والغرب أن يطفئها، لنعيد الحق إلى أهله، ونطالب بأنفس تضع نصب أعينها الدفاع عن التراث الإسلامي المقدس.
حارة المغاربة أو حي المغاربة، الذي يقع غرب المسجد الأقصى ، أحتل سنة 1967، ليقوم الصهاينة بعد ذلك بهدم الحارة ليتم تسويتها مع الأرض وجعلها مصلى تخدم شعائر اليهود القادمين من أنحاء العالم جوار حائط البراق (حائط المبكى). كما تعد الحارة أيضا ذلك الوقف الذي سماه الأفضل بن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي بذلك الإسم، ليست مجاملة ” سياسية” كما هو الحال في زماننا، لكنها شهادة على ما قدمه المغاربة الذين شاركوا في جهاد فتح المقدس ضد الصليبيين سنة 1187 م الموافق ل 589 هـ في معركة حطين، وصار اسما يوشح تاريخ المغاربة بوسام العزة والكرامة والغيرة على القدس، إضافة إلى مقولته الشهيرة في حقهم ” المغاربة قوم يفتكون في البر وينقضون في البحر، يجاهدون عاما ويحجون عاما.” فقد كان المغاربة أنداك بعد أداء فريضة الحج، يمرون عبر الشام في طريقهم إلى القدس، لرؤية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم. ومن جهة أخرى ليشاركوا في المعركة مع صلاح الدين الأيوبي ضد “الإفرنجة” لتحرير القدس ذلك الزمان.
إن بتصفحنا لصفحات هذا التاريخ، ترى الأنفس الأبية تحترق حينا فخرا بالماضي المجيد، وتتحسر حينا آخر على ما آل إليه الوضع الآن من طغيان الصهاينة، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، وما يزيد الطين بلة، صمت الحكام عن ذلك، ليرضى من اعتدى، لكن طال الزمان أو قصر فتحرر القدس نراه كقاب قوسين أو أدنى….
بقلم الطالب : يونس عكى