فلسطين ، جزء لا يتجزء من جسم الأمة الإسلامية ، وعضو مركزي من جسم الأمة ، بهلاكها تهلك ، وبصلاحها تصلح ، وقضيتها قضية مصيرية ، تفصل بين الحق والباطل ، بين عز الأمة وذلها ، تحريرها مرتبط بتحرر الشعوب الإسلامية من قيود الإستعمار وطوق الإستبداد .
كان أول فيروس وأقصى فيروس الذي ظهرت إثره عدة أعراض على جسم فلسطين ، وأصبح من خلالها جسمها ضعيف قابل للإختراق من فيروسات أخرى ، “فيروس الخيانة” ، والخيانة عدة أشكال .
فالخيانة سكوت عن القضية ، وعن التفاعل معها ، وعن التعريف بها ,والتوعية بمصيرية قضيتها في تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها .
والخيانة نشر للأكاذيب والاشاعات والافتراءات والأباطل ، التي تدعي بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود ، وبأنهم هم سبب الاحتلال .
الخيانة أن نترك الفلسطينيين يصارعون لوحدهم الإحتلال بدعوى أنها قضية تخصهم ، ولا تخصنا نحن ، فهي قضية الفلسطينيين وحدهم.
الخيانة تطبيع ، والتطبيع أنواع :
تطبيع مع الإستبداد , فأول عقبة أمام تحرير فلسطين ، حكام باعو فلسطين ، وتحالفو مع الإستعمار ضد شعوبهم ، فأسكتوا كل صوت حر يرفض الظلم ، وأعظم ظلم ماتتعرض له فلسطين ، حكام يسكتون ويسكتون ، يخرصون ويخرصون ، يتحالفون مع الأعداء ضد شعوبهم وقضيتهم المصيرة قضية فلسطين .
وتطبيع مع الإستعمار ، تطبيع سياسي بالتبعية للمستعمر ، والتفاوض على حساب قضية فلسطين ، وعدم ذكر القضية والدفاع عنها في المحافل الدولية والمؤتمرات والندوات ، في الوقت الذي يسارع فيه كراكيز الإستعمار إلى التفاعل والشجب وإصدار البيانات والتفاعل مع قضايا تخص المستعمرين ، وتطبيع إقتصادي ، باستيراد وتصدير بضائع صهيونية، والأفضع من هذا والأقبح والأبشع حصار فلسطين ، عبر سد معبر رفع ، وتدمير الأنفاق التي تعتبر البوابة الوحيدة لغزة على العالم ، وعدم التبرع والمساهمة في دخ أموال لتحفيز الإقتصاد الفلسطيني وإنقاده من الركود .
والخيانة خيانة إعلامية ، عن طريق عدم التفاعل مع احداثها وتغطيتها ، والتعبئة والتوعية بضرورة التفاعل معها .
الخيانة فيروس عانت منه فلسطين منذ بداية صراعها مع الإحتلال ، وللقضاء على هذا الفيروس وجب علينا أولا أن تتفاعل معها و نتضامن ، ثم أن نحرر أوطاننا من طوق الإستبداد ، ومن قيد الإستعمار ، ثم بعد ذلك نقضي على كل أشكال التطبيع ، وهكذا سينتهي فيروس الخيانة ، وتعود فلسطين لعزتها