الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الكتابة الوطنية
بيان
تعيش الجامعة المغربية، أكثر من أيِّ وقت مضى، لحظات عصيبة ومتذبذبة؛ نتيجة سياسات رسمية فاقدة للواقعية، وغير آبهة لما يقع داخل الفضاء الجامعي، وبمستقبل الطلاب والجامعة. ويؤكد هذه القراءة، اكتفاء الوزارة الوصية ببلاغات جافة، وتدوينات وصور لقاءات على حائط الفايسبوك دون رؤية واضحة تُقدم خطة إجرائية تُترجم إلى عمل ميداني واقعي كفيل بإنقاذ التعليم العالي الجامعي، وتجاوز تفاقم الاختلالات والتفاوتات.
وبعد مرور سنة من تجربة التعليم عن بعد؛ كانت الحصيلة الارتباك والتخبط في التدبير الإداري والبيداغوجي؛ وهو الأمر المؤكد من خلال تأخر الإعلان عن موعد الامتحانات في بعض الكليات، وتذبذب في أخرى بين الإعلان عنها وتأجيلها في نفس الوقت، وأيضا التراجع عن تنظيمها في مراكز القرب رغم استمرار نفس الشروط التي دعت لتنظيمها سابقا في نفس المراكز؛ واحتجاجات الطلاب في مجموعة من المناطق وفي المجموعات الطلابية على مواقع التواصل من أجل إحداث المراكز بسبب إغلاق الأحياء الجامعية، وتأخير المنحة، وغلاء أثمنة التذاكر، وبيوت الكراء… إلخ. فضلا عن المشاكل التي صاحبت التعليم عن بعد من مشاكل الربط بالإنترنيت؛ والتي تعتبر شرطا ضروريا لإنجاح هذا النمط من التعليم، والعجز الملحوظ من حيث التفاعل بين الأساتذة والطلاب، وغياب مقاربة وأساليب مشتركة بين أعضاء هيئة التدريس، رغم المجهودات الجبارة التي بذلها العديد من أساتذتنا، مما يعني في المحصلة هدراً للحق في التكوين الجيد.
أمام هذا الوضع، نُسائل الوزارة الوصية: أي مستقبل لمشروع الباكالوريوس في الجامعة المغربية ما دامت البنية والبيئة على الحالة الحالية نفسها؟ وكيف يمكن أن تُنجح مشروعا بيداغوجيا بصفات دولية وأبسط الشروط لتحقيق ذلك غير متوافرة؟ إنها سياسة الهروب إلى الأمام، ولن ينفع مع مشكلات التعليم العالي إلا الإرادة السياسية والرغبة الصادقة لبناء تعليم جيد ذي جودة عالية يحقق مبدأ تكافؤ الفرص.
وما زاد الطين بلة، الاتفاق المغربي الصهيوني لتبادل وفود الطلاب بين الجامعات. فالتطبيع مع كيان حاقد غاصب قاتل في مجال حساس، مثل قطاع التربية والتعليم، هو جرم وخيانة للجامعة المغربية ولتاريخها ولأطرها ولكل من أسهم في بنائها وتأسيس قواعدها الأولى منذ القرويين إلى اليوم. ثم بماذا سينفعنا الاتفاق مع مجرمي الحرب؟ فضلا عن إعطائهم الشرعية لبطشهم وجرائمهم في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
إننا في الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وإذ نتابع بقلق وأسف شديدين، واقع التعليم العالي في الجامعة المغربية وخطورة تطبيع العلاقات الصهيونية المغربية، التي لن تغير شيئا من قناعات الطلاب ومواقف الاتحاد، نعلن للرأي العام ما يلي:
إعلاننا إطلاق حملة وطنية تحت شعار: “تكافؤ الفرص حق مشروع، وشرط لنهوض منظومتنا التعليمية”؛ ابتداءً من يوم الإثنين 1 مارس، تنديداً بالوضع الكارثي الذي تعيشه الجامعة المغربية، وتطالب الوزارة بالكف عن الارتجال في تدبير قضايا الجامعة، والاستعجال في تنزيل برامج ومخططات تهدد مستقبل أبناء الشعب المغربي؛
دعوتنا الوزارة الوصية إلى تحمل كامل مسؤولياتها في متابعة رئاسات الجامعات وعمادات الكليات في تدبير عملية إجراء الامتحانات، وتوفير مراكز القرب، وفتح الأحياء الجامعية، والتعجيل بمنحة الطلاب المتبقية، وكل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق الاستقرار النفسي والمادي للطلاب في اجتياز الامتحانات في ظروف جيدة ومريحة؛
تأكيدنا على أن تنزيل مشروع بيداغوجي بقيمة مشروع “الباكالوريوس” يحتاج إلى تريث وتأن وفحص دقيق لواقع المنظومة التعليمية في الجامعة، وإشراك جميع الفاعلين من طلاب وأساتذة ونقابات… ليحصل التوافق ويتحمل الجميع مسؤوليته. أما الانفراد في القرار، وإقصاء الفاعل الذي سيقوم باستقبال وتنزيل المشروع، والتعجيل بالتنزيل لن ينتج عليه إلا ما نتج في السابق؛ مشاريع وأوراق وفشل مستمر؛
شجبنا واستنكارنا الشديدين لتطبيع العلاقات المغربية الصهيونية في مجال التربية والتعليم؛ وتأكيدنا على موقف الاتحاد الواضح والصريح الرافض للخطوة؛
دعوتنا الطلبة المغاربة وجميع مكونات الجامعة إلى اليقظة لاستنكار ومواجهة هذا الخطر الصهيوني الذي يهدد مستقبل الجامعة المغربية؛
استمرارنا في مساندة الطلبة المطرودين المظلومين من كلية العلوم بأكادير، وتأكيدنا الوقوف الدائم معهم إلى حين تحقيق مطلبهم الشرعي، وتبرئتهم مما نسب إليهم والتراجع عن الحكم المتخذ في حقهم، وتحميل العميد ورئاسة الجامعة مسؤولية ضياع مستقبل هؤلاء الطلبة؛
الكتابة الوطنية
01 مارس 2021