العلوفي: نداء مكناس دعوة لكل غيور للإسهام في الخلاص بالجامعة من السياسات المفلسة للدولة
أجرت مجلة نون الالكترونية حوارا مع الطالبة دعاء العلوفي عضو الكتابة الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم) وكاتبة فرع جامعة عبد المالك السعدي، على ضوء الدورة 15 للملتقى الطلابي، الذي نظم مؤخرا بمكناس، والذي اعتبرته أوطم حقق نجاحا طلابيا، من حيث المشاركة والفعاليات.
في هذا السياق نقف مع العلوفي عند هذه المحطة البارزة في مسار الجامعة والطالب المغربي، تطلعنا من خلاله على أهم المخرجات، وعن التحديات التي تواجه هذا المؤسسة لتحقيق أهدافها.
حاورها: عبدالرحيم نفتاح
كيف مرت أجواء الدورة 15 للملتقى، و ما جديدها ؟
السلام عليكم و رحمة الله . بداية أشكر موقع نون الالكتروني على هذه الاستضافة الكريمة .
الملتقى الطلابي الوطني في نسخته 15 هو محطة تاريخية تُنظم بدورية على رأس كل سنتين، تعرف بكونها تجمع كل مناضلي الاتحاد على المستوى الوطني، كذلك هي محطة نضالية نقابية ثقافية بامتياز، تتجلى فيها روح التفاعل الإيجابي و الإبداعات المتنوعة و العطاء المثمر، مر الملتقى في أجواء حماسية عبَّر عنها الوفود بحناجرهم التي صدحت عاليا بصوت العدل و الحق و الكرامة . وقد تميز هذا الملتقى بتداول مجموعة من القضايا و الملفات الوطنية الحساسة من قبيل الاحتجاجات الفئوية والمناظرة التعليمية والسياسة المغربية بعد الربيع العربي.
لوحظ أن البرنامج طغى عليه الشأن الخارجي، بينما غاب الشأن الداخلي، الذي يخص واقع الجامعة و الطالب ؟
الملتقى حمل شعار ” من أجل فعل طلابي مجتمعي .. ” و هذا الشعار متكامل جمع بين الفعل الطلابي والفعل المجتمعي، تجلى ذلك في برنامج الملتقى بحيث كان متنوعا ووازنا في الشق الخارجي الذي تميز بندوات وطنية ناقشت مختلف المواضيع، كذلك الشق الداخلي الذي حاولنا أن نغير أسلوب التعاطي معه، فكان المميز في الملتقى بحيث فتحنا باب الأوراش المختلفة من التنظيم والتدبير والتسيير، العمل التحتي، الملف المطلبي، العمل الثقافي، الجامعة الإعلامية و منتدى الطالبة … أتاحت هذه الأوراش للطلبة فرص النقاش الفعال حول هياكل أوطم و عملها داخل الكليات و أولويات المرحلة، ليعززوا بأفكارهم وتصوراتهم لبناء هذا الصرح العتيد (المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب).
أصدرتم في الختام نداء مكناس، ما غايته، و ما تحديات تحقيقها ؟
نعم أصدرنا في ختام أشغال الملتقى الطلابي الوطني 15 نداء مكناس، وهو نداء يؤكد أن الكتابة العامة للتنسيق الوطني كانت ولا زالت تمد يدها لجميع مكونات الحركة الطلابية المغربية من أجل توحيد الجهود و فتح باب الحوار البناء ومد جسور التواصل الجاد والفعال بكل مسؤولية وروح نضالية؛ فالنداء موجه لكل غيور على الجامعة والمجتمع يسعى للنهوض بهما نحو الأفضل، بفعل مشترك يجمع مختلف الأطياف والفصائل؛ فنحن فتحنا باب الحوار والتواصل إيمانا منا بأن الانخراط الجاد لجميع المكونات في المنظمة العتيدة هو من سيساهم بشكل كبير في الخلاص بالجامعة من السياسات المفلسة للدولة،علما أن الجهود المبعثرة المشتتة لن تغير من واقع حالنا وإنما تزيده تعرقلا وضعفا.
عرف الملتقى غياب باقي الفصائل الطلابية، هل بسبب خلافات ايديولوجية، أم لأنكم لم توجهوا لها الدعوة ؟
إننا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومن داخل الهياكل الاوطامية دائما ندعو كل الفصائل والمكونات الطلابية للمساهمة والعمل المشترك من داخل الاتحاد، والملتقى الوطني هو كذلك نعتبره فرصة لتجميع الصف الطلابي، غير أن عددا من الفصائل لازالت عندها بعض المواقف والإكراهات التي تحول دون استجابتها ومن بينها الموقف من الهيكلة الحالية للاتحاد. غير أنه في هذا الملتقى كانت مشاركة بعض المكونات في بعض المواد ولو أنها قرارات محلية. و هذه في حد ذاتها خطوات إيجابية نحو مزيد من التقارب و التواصل.
نعلم أن فصيل العدل والاحسان هو الذي يقود و منذ سنين الشأن الطلابي بالمغرب، ماذا حققتم خلال هذه السنوات للجامعة و الطالب ؟
دخل الاسلاميون للساحة الجامعية وطرحوا خيار الهيكلة وفق المقررات التنظيمية للمؤتمر السادس عشر باعتباره آخر مؤتمر ناجح. بهدف حل أزمة الاتحاد و قد عمل على دعوة كافة الفصائل لكن الاستجابة كانت محدودة. هذا ما جعل الطلبة الإسلاميين المتجسدين بالخصوص في فصيل طلبة العدل و الإحسان يمضون في طرحهم إلى جانب الطلبة المستقلين لإخراج النقابة الطلابية من أزمتها، بحيث ساهمت الهيكلة الأوطامية في الرقي بالنضالات الطلابية وعقلنتها و تنظيمها فلا بديل عن التنظيم سوى الفوضى؛ كما تمثل دورها في بناء و خوض معارك وطنية لحل مشاكل الطالب المغربي، وما الاحتجاج الوطني الذي ينظم كل سنة إلا نتاج لهذا التنسيق؛ علاوة على أنه حقق العديد من المكتسبات والمطالب، و قد أخذ شعارا له ” مصلحة الطالب فوق كل اعتبار ” .
ماذا عن أولويات المرحلة لخدمة الطالب و الجامعة ؟ و ما حدود وظيفة الاتحاد ؟
الطالب عند أوطم هو الأساس والركيزة والنواة، فوجوده داخل الجامعة يجعله نصب اهتمامنا الكبير باعتباره إطار الغد، و الجامعة هي الفضاء الصانع لرجال المستقبل بحيث نطمح أن تكون ذات مؤهلات وبنية تليق بالطالب المغربي وتجعل منه مفكرا مثقفا مبدعا مغيرا .
تشتغل أوطم داخل الجامعة وفق مستويات تحاول من خلالها أن تدافع عن حرمة ووظائف الجامعة المغربية : المستوى النقابي و الثقافي و التعليمي و السياسي .. فنحن لا نريد طالبا خاضعا محكوما مغلوبا على أمره، بل نحاول جاهدين أن نخرجه من تلك القوقعة إلى عالم النقاش وبلوة الفكر ونضج التصور . ستبقى من أولويات أوطم دائما الاهتمام بالطالب و بالنظام التعليمي.