بعد هذا التسارع المهول للأحداث وجب التريت و الرجوع عبر مستقيم الزمن لاسترجاع وقائع نستخلص منها نقاطا نضعها على الحروف
أول الاحداث : الثورة
أقصد بالثورة الثورة الفرنسية اسوقها هنا لأنها اصل لكل فعل تغيري تنويري حديث و لأنها كذلك اتت بمفاهيم مثلى و كبرى اصبحت شعارا لكل ثورة حديثة كما انها اصبحت قيما تؤسس دساتير اعتى الدول ديمقراطية حرية مساواة اخاء اريد ان اسطر على الكلمة الاخيرة بترليون خط احمر لان من تجلياتها في خضم تكونها و تبلورها اعدم حوالي 20000 مدني – هذا الرقم في سياقه التاريخي يعد ابادة و اجتثاث اما في حاضرنا فلا يعدوا ان يكون رقما هزيلا جدا مقارنة بما وصل اليه عداد العراق سوريا فلسطين …- من قبل محاكم ثورية و الملايين – بعد نجاح الثورة – من الاخوة الاشقاء للفرنسين في المغرب الجزائر مالي و اللائحة طويلة للدول التي لازالت الى حدود كتابة هاته الاسطر تعاني من ويلات الكلمة الرائعة اخاء كما لا ننسى المليار و نصف مسلم المتهمون قبل وقوع الجرم ( مسرحية الارهاب ) و اثناءه و حتى بعد ثبوت برأتهم
ثاني الاحداث : الثورة المضادة
لعل أهم ثورة مضادة في التاريخ المعاصر هي التي وقعت بمصر من اجل الاطاحة بأول رئيس مدني منتخب لن اتكلم فيها عن السياق او عن الاسباب و المسببات بل سأتحدث عن اهم نتائجها اولها وأد التجربة الديمقراطية و ثانيها اكثر من 3000 شخص احرقت جثتهم و ازيد من 40000 الف معتقل في ابشع سجون العالم و ثالثها الصمت المخيف و المفزع و المؤيد من طرف بعض متنوري العالم الذين تشربوا مفهوم الاخوة من الاسياد
ثالث الاحداث : الانقلاب
و ما أروع ان نتحدث عن أسرع انقلاب في التاريخ انقلاب تركيا الذي اندثر بسرعة البرق بفضل الله تعالى وبفضل شعب تشرب لب المفاهيم المثلى تشرب مفهوم الحرية فكانت له حرية اختبار من يحكمه بنسبة لا تتجاوز 54 في المائة و تشرب مفهوم المساواة فأصبح الكل سواسية امام القانون و تشرب مفهوم الاخوة حتى اصبح الشعب كله واحد بمسلمهم و مسيحيهم و ملحدهم بعلمانبهم و لبراليهم و اشتراكيهم بحكومتهم و معارضتهم بأمنهم و استخباراتهم و جندهم ضد من يريد المساس بالديمقراطية
نقاط
عندما خرج الشعب التركي استجابة لاردوغان فليس حبا فيه بل استجابة لمؤسسة ديمقراطية اسمها الرئيس و ما يدل على هذا استجابة اشد الاحزاب عداء لاردوغان حزب الشعب الجمهوري على سبيل المثال
لا تخافوا أيها العلمانيون و الحداثيون و الديمقراطيون و … على اخواننا الانقلابين فالأتراك تشربوا معاني الحرية و المساواة و الاخوة حتى اصبحت تمثلا في كيانهم و وجدانهم كما انهم لا ينتظرون ممن يعرف هذه المصطلحات لمجرد الاستهلاك الخطابي و الكتابي فهم يعلمون جيدا ما هو القانون ويعلمون ان احترام القانون هو الذي بنى صرح دولتهم