نرى مكونين أساسيين ضروريين بهما تتكون المنظومة التعليمية; وهما (طلاب العلم) و (الأساتذة), يخرجون اليوم بعدما عانوه ولازالوا يعانون من تجارب القمع والحصار باختلاف تلاوينها, وممارسات شنيعة في حقهما وكأن المنظومة التعليمية ليست منهنا ولهما! تناقض غريب بين إدعاء جودة التعليم وبين تهشيم رؤوس رجالها الأساتذة بعد فرض تعاقد مهترئ عليهم, منظومة لم تكرم رجال التعليم ولم تصن حقوق طلاب العلم.. أهي-المنظومة التعليمية- واجهة تلمع الدولة بها صورتها أمام الرأي العام الخارجي بينما تعيش الويلات داخليا.
إن العبث والارتجال الغريب الذي يطال المنظومة التعليمية المتجلي في التناقض الصارخ بين ما كتب في سطور الدستور المغربي بالأخص في الشق المتعلق بالتعليم “من ضمان تعليم ذو جودة ولكل ابناء الشعب” وبين واقع يجسد بالملموس إقصاء ابناء الشعب من الإشراك في اتخاد القرارات المتعلقة بمصيرهم التعليمي التي جعلتنا في المراتب الأخيرة بين الدول.
اقصاء ممنهج يرمي لاخلاء المؤسسات التعلمية من الفئة المستضعفة الذين لن يستطيعوا أداء رسوم التسجيل التي سيفرضها القانون الإطار مستقبلا .
اقصاء ممنهج كذلك لأساتذة الغد بفرض تعاقد يجعل مستقبلهم المهني رهين بمزاج وهوى مسؤول المؤسسة.
إلى أين يسوقنا مسيرو المنظومة التعليمية في المغرب.. تساؤل لابد أن نطرحه في خضم هذه الأحداث المتتالية على المنظومة التعليمية .
لامفر من الإتحاد وتوحيد الجهود لكل أصحاب النوايا الحسنة في النهوض بهذا البلد وجعله متقدما منتجا لا مستهلكا وفقط .
إن خروج ابناء الشعب للتنديد بهذه القرارات المستهدفة للمنظومة التعليمية في حراك ينضاف لسجل حراكات أبناء الشعب المقهورين “حراك الريف الشامخ وحراك جرادة الصامد وانتفاضة العطش في زاكورة” بات خيارا واحدا لا ثاني له فالتغيير يتحقق على يد الأحرار والحرائر الواعين بحقوقهم والثابثين على المبادئ النضالية السلمية.
حراك; لأنه سيحرك ملفات فساد أخرى بهذا البلد المنهوب ولأنه سيحرك مختلف فئات ابناء هذا الوطن الحبيب, حراك التعليم هذا لن يشمل الأساتذة والطلبة فقط وانما كل الفئات الواعية بأهمية التعليم في تقدم الأمم, الواعية بأن مستقبل أبنائهم رهين بتحصين مكتسب التعليم الجيد لصنع جيل ليس كالجيل الذي تطمح الدولة لصنعه عبر إعلامها الخبيث ومحتوى مقرراتها الدراسية.
ختاما نذكر بما أجمع عليه طلبة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب : مجانية التعليم خط أحمر , وبما أجمع عليه الأساتذة المفروض عليهم التعاقد : الادماج أو البلوكاج.