أوطم و تشديد الحصار
لا يخفى على كل متتبع و مواكب للحركة الطلابية في بلدنا الحبيب ما أصبحت تعيشه اليوم نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؛ من تضييق و حصار بشتى الوسائل و الطرق، تضييق يجعل الواحد منا يطرح سؤالين أساسيين هما : ماهي الأسباب التي دفعت بالدولة المغربية إلى تضيق الخناق على النقابة الطلابية؟ وأين يتجلى هذا التضييق ؟
بعض أسباب تضييق المخزن على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم):
بعد النجاح الباهر الذي حققته أوطم و المتمثل في دخولها في عملية هيكلة و بناء الذات و الذي انطلق منذ تسعينيات القرن الماضي لتخرج بذلك من حالة الأزمة و السبات الذي ظلت تعرفه منذ فرض ما يسمى ب”الحظر العملي” عليها من طرف النظام. بعد عملي الهيكلة هذه، ها هو ذا نجمها لا زال يسطع مع تجربة التواصل و التنسيق التي تدشنها، على المستوى الخارجي، مع باقي الاتحادات الطلابية في الدول الاخرى المجاورة كتونس موريتانيا و السينغال على سبيل المثال لا الحصر، بالإضافة إلى تنسيقها، على المستوى الوطني، مع هيئات و منظمات وطنية كالهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة خصوصا فيما يتعلق بقضايا الأمة و الذي تجسد فيه أوطم واحدا من أهم مبادئها ألا و هو مبدأ التقدمية. مسار النجاح هذا الذي عرفه و يعرفه الاتحاد الوطني لطبة المغرب يشمل كذلك الجانب الاعلامي، الذي يشهد تطورا ملحوظا يتثمل في الترسانة الاعلامية المستقلة التي باتت تملكها أوطم اليوم و التي جعلتها تنقل نضالات الطلاب خارج أسوار الجامعة بما يضمن توسيع دائرة التعاطف و الضغط من أجل تحقيق مصلحة الطلبة و الطالبات.
النظام المستبد لم يقف مكتوف الأيدي أمام مسار النجاح هذا، بل حرك ألياته القديمة الجديدة في محاولة جادة بئيسة لكبح جماح الحركة الطلابية عن طريق التضييق على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
اخر تجليات الحصار على النقابة الطلابية :
التضييق المخزني على الحركة الطلابية ليس وليد اللحظة؛ ذلك أنه كان دائما حاضرا متخذا أشكالا عدة تزداد حدتها و تنقص باختلاف الظروف، إلا أن الجديد اليوم، و بعدما قطعته أوطم من أشواط و خطوات كبيرة للأمام في سبيل تحصين الجامعة العمومية و المساهمة في بناء جامعة العلم و المعرفة و العمل النقابي الجاد و المسؤول، هو هذا العدوان الغاشم، من طرف خدام أعتاب المخزن، على مناضلي أوطم بجامعة ابن زهر باكادير، عدوان صريح ازدادت حدته مع مطلع الموسم الدراسي الحالي، و اتخذ كل أنواع التضييق من مصادرة لمقر مكتب التعاضدية و حرق سبوراتها النقابية و الإعلامية و حرق الاعلانات و منع حصص الدعم التي ينظمها مكاتب التعاضدية لفائدة طلبة و طلبة الكلية، عدوان كان اخر تجلياته طرد ثلاث طلبة أعضاء بمكتب تعاضدية كلية العلوم و متابعتهم قبل ذلك بتهم أقل ما يقال عنها أنها ملفقة و واهية.
هذا التضييق و غيره من المحاولات البئيسة التي تنهل من المقاربة البوليسية و التي تهدف إلى اخماد شعلة النضال داخل الساحة الجامعية، أثبت عبر التاريخ عجزها أمام صمود الحركة الطلابية واستماتتها في الدفاع عن حقوق الطلاب، بل إن دروس التاريخ، القريب منه و البعيد، أكدت لنا دائما أن مثل هذه الهجمات لا تزيد الحركة و الطلابية و معها النقابة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب قوة و صلابة.