أسرار: لا يمكن للحركة الطلابية أن تقوم بأدوارها تجاه الجامعة والمجتمع إن لم توحد صفوفها
أجرى موقع الجماعة نت حوارا مع عضو الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني ومسؤول اللجنة النقابية أحمد أسرار, حول الملتقى الطلابي الوطني 15 الذي أقيمت فعالياته الأسبوع الماضي بجامعة المولى إسماعيل بمكناس, تحت شعار” من أجل فعل طلابي مجتمعي يصون التاريخ ويصنع التغيير”, والذي انطلق يوم الإثنين 27 مارس إلى غاية يوم السبت 1 أبريل 2017. شَمِل الحوار ارتساماتٍ حول فعاليات الملتقى وتقييم البرنامج المسطر له والتجاوب الذي حضي به ومعطيات أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
أسدل الستار على الملتقى الوطني الخامس عشر الذي نظم بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، كيف مرت أجواء الملتقى عموما من حيث إنجاز البرنامج وتفاعل الطلاب وإشعاع الأنشطة؟
بسم الله الرحمان الرحيم. شكرا لموقع الجماعة نت على الاستضافة وعلى اهتمامه بقضايا الطلاب والجامعة.
بخصوص الملتقى الطلابي الخامس عشر فقد مر في أجواء نضالية يغمرها الحماس والإبداع والتأكيد على الاستمرار في الدرب اللاحب الذي رسمته النقابة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خلال مسيرتها لأزيد من ستة عقود، من خلال برنامج غني ومتنوع شمل ندوات سياسية وتعليمية وشبابية وطلابية… أطرها عدد من الرموز من مختلف المشارب الفكرية والسياسية من داخل البلد وخارجه. بالإضافة لعدد من الأوراش التي اشتغل عليها مناضلو الاتحاد أثناء الملتقى لصياغة أوراق ستكون بمثابة أرضية اشتغال الكتابة العامة الجديدة. وقد تفاعلت فروع الاتحاد من كل الجامعات مع هذه المحطة بشكل كبير، وعبروا عن ارتباطهم بمنظمتهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من خلال حضورهم الكثيف وتفاعلهم الإيجابي مع كل فعاليات الملتقى.
وبالمناسبة نشكر كل لجان الملتقى، وخاصة لجنة الإعلام المركزية، التي بذلت كل الجهود قبل وأثناء الملتقى بل ولا تزال تشتغل إلى الآن، من أجل إسماع صوت الطلاب وإيصال الرسائل المبتغاة من الملتقى إلى من يهمهم الأمر رغم شح الموارد وقلة الإمكانيات.
أكيد أنكم سطرتم أهدافا للملتقى، هلا حدثتمونا عن هذه الأهداف وعن مدى نجاحكم في تحقيقها؟
التعارف وتلاقح التجارب بين فروع الاتحاد، ثم التأكيد على علو كعب منظمة الاتحاد في تنظيم أنشطة وطنية من هذا المستوى، إضافة إلى التواصل مع المنظمات الطلابية العربية والإسلامية والإفريقية، وكذا تقييم وتقويم أداء فروع الاتحاد بالجامعات، واكتشاف مواهب وطاقات وقيادات وأطر… كلها أهداف رافقت مسيرة الملتقيات الوطنية، لكن أهداف هذا الملتقى يؤكدها بوضوح الشعار الذي رفعناه: “من أجل فعل طلابي مجتمعي يصون التاريخ ويصنع التغيير”، إبرازا لمكانة الجامعة في المجتمع من خلال طرح قضايا مجتمعية ذات طابع سياسي وشبابي وتعليمي، وأن لا تفريط في إرث المنظمة العتيدة وتاريخ الحركة الطلابية، وسطرت بكل عزم ضرورة استكمال بناء صرح الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ونسج علاقاته مع كل من يهمه أمر الجامعة والطلاب، من أجل المساهمة في الفعل المجتمعي بالحجم الذي يليق بالحركة الطلابية المغربية.
الملتقى حمل رقم 15، أي أنه ينظم على مدار عقد ونصف إن كانت له دورية سنوية. ما التراكم الذي حققته هذه الملتقيات؟ وكيف تؤدي خدمة ملموسة للطلبة والطالبات؟
انطلقت الملتقيات الطلابية بدورية سنوية مع الهيكلة الجديدة للاتحاد بداية التسعينات، ثم سارت تعقد كل سنتين بعد الدورية الثلاثية، إذن فالملتقيات الطلابية الوطنية خلال مسيرة قاربت ثلاثين سنة أعادت للاتحاد وهجه النضالي بعد عشرية الحظر العملي خلال عقد الثمانينات، وراكمت تجربة مهمة على المستوى التنظيمي والتواصلي والإشعاعي. ثم إن عددا من الطلاب والطالبات يستفيدون من محاضرات وندوات متميزة يؤطرها خيرة الأطر في مختلف المجالات العلمية، والفكرية، والسياسية، والحقوقية… إضافة إلى مجموعة من الأوراش التدريبية المفتوحة في اتجاه بناء عقلية طلابية فاعلة تؤمن بالحق والواجب.
ألا يُخشى من تعدد أنشطتكم في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من خلال الملتقى ومختلف أنشطتكم النقابية والثقافية، طغيان ما هو غير دراسي على البعد التحصيلي والعلمي للطلبة الذي يعد رهانهم الأول من ولوجهم الجامعة؟
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ليس بديلا عن المدرج الدراسي بل هو داعم ومكمل له من خلال البرامج المتنوعة الرامية إلى توفير البيئة المناسبة والأجواء الضرورية لتحصيل العلم والمعرفة، ومقاومة الهجمات المتوالية على حق أبناء الشعب في التعليم العمومي، وكذا إيجاد جو يساهم في بناء شخصية طلابية متكاملة ومتوازنة إعدادا لها لتحمل أعباء بناء مستقبل الوطن.
تم في الملتقى تجديد أعضاء الكتابة العامة للتنسيق الوطني للاتحاد، نريد أن تعرفونا بالمسطرة المتبعة في انتخاب الأعضاء أولا، وبالمهام المنوطة بالكتابة ثانيا؟
بعد عرض التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما أثناء انعقاد لجنة التنسيق الوطني، يتم تقديم الترشيحات مباشرة ليتم اختيار الأعضاء 11 الأوائل الذين حصلوا على أعلى عدد من الأصوات. وبعد ذلك يجتمع الأعضاء المنتخبون لتحديد المهام وتسطير برنامج المرحلة المقبلة.
تعتبر فصائل ومكونات جامعية وباحثون خضوع أوطم بهياكلها المختلفة لتوجه طلابي معين من أهم الاختلالات البنيوية التي تعرفها المنظمة. لماذا لا يوجد في هياكل الاتحاد إلا فصيل طلبة العدل والإحسان؟ وماذا تقترحون ليلتف كل الفصائل حول “منظمتهم العتيدة”؟
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو الإطار العتيد والوحيد الذي يؤطر نضالات الجماهير الطلابية داخل الجامعات المغربية، ولكن لأسباب موضوعية، وأخرى ذاتية متعلقة بأزمة بعض مكونات الحركة الطلابية، قدر لفصيل طلبة العدل والإحسان أن يشتغل وحده في هذه المرحلة إلى جانب عدد من الطلبة المستقلين من داخل هياكل المنظمة. لكن أبواب المنظمة مفتوحة للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية. بل إن القوة الحقيقية للاتحاد مرهونة بالانخراط الجاد والمسؤول لكل أبناء الحركة الطلابية المغربية في إطارهم أوطم.
في ختام الملتقى الوطني 15 أطلقتم نداء بعنوان “من أجل جامعة تستوعب الاختلاف وتسع الجميع”، ما هي دوافعكم لهذا النداء؟
إيماننا بأن الجامعة ليست حكرا على أحد، ومعه إيماننا بأن كل مكونات الجسم الجامعي يجب أن تتحمل جزءا من المسؤولية عن واقع الجامعة ومستقبلها، يدفعنا لأن نضع كل هذه المكونات أمام مسؤوليتها في ذلك، رغبة في استثمار إجماع الجميع على إطارنا النقابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لنتجاوز كل العقبات التي من شأنها أن تضعف دور المنظمة في تنظيم الصف الطلابي، فلا يمكن للحركة الطلابية أن تقوم بأدوارها تجاه الجامعة والمجتمع إن لم ينجمع أمرها وتوحد صفوفها وتعيد ترتيبها بما يكفل لها القيام بأدوارها الطلائعية.
ألا ترون أن النداء لا يعدو أن يكون نوعا من أداء الواجب ورفع العتب، لأنه خلا من أي مبادرة نوعية، ولأن التباين بين الفصائل والمكونات الطلابية أكبر من مجرد نداء أكدت التجارب السابقة أنه لا يحرك ساكن الخلافات المتجذرة بينها؟
الخلافات المتجذرة بين مكونات الحركة الطلابية لا تحتاج إلا إلى رغبة حقيقية لتجاوزها خدمة لقضايا الطلاب والجامعة، لذلك أطلقنا هذا النداء بشكل صادق بعيدا عن أية مزايدات منتظرين تفاعل كل المكونات معه بما يعطي إشارة سيبنى عليها ما بعد النداء، نحن لا نريد تحديد شكل معين لتجاوز الخلافات بقدر ما نريد لهذه المكونات أن تجتمع لتحدد ما تراه مناسبا.
هل لكم أن تقربونا في الأخير إلى أهم الأوراش المفتوحة في الكتابة العامة، والتي ترومون من خلالها تحسين ظروف طلبة المغرب؟
تضم الكتابة العامة كما تعلمون مجموعة من التخصصات واللجان، هذه الأخيرة تشتغل وفق برنامج عام متكامل ومنسجم مع التوجهات الكبرى للكتابة العامة، وفيما يخص المرحلة المقبلة سنستمر في الاشتغال على عدد من الأوراش خاصة المتعلقة بتقوية أداء الاتحاد على المستوى التنظيمي والنضالي، وكذا الاشتغال مع كل الغيورين من أجل وقف السياسات الفاشلة للدولة في التعليم العالي وإنقاذ وضع الجامعة المغربية، بالإضافة إلى التواصل الجدي والمسؤول مع كل القوى الطلابية للمضي قدما نحو عقد المؤتمر، وقد جاء نداء مكناس كدعوة صادقة ومسؤولة تفتل في حبل هذا الهدف الاستراتيجي.