قوة جماهيرية متجددة… تصون التاريخ وتنشد التغيير

لطالما كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب قلبا نابضا للحركة الطلابية المغربية، وقاطرة لنضالاتها، وإطارا جامعا لأجيال تعاقبت في أوساط الجامعة، وعاكسا للقضايا المحورية للمجتمع من خلال أصوات الطالبات والطلاب الذين صدحوا بصوت المظلومين ودافعوا عن حقوق المضطهدين ونشدوا الحرية والكرامة، ليجسدوا بإطارهم العتيد ثنائية التأثير والتأثر بين الجامعة والمجتمع.
نأخذ لكم هذه الصورة من ذاكرة الملتقى الوطني الطلابي في نسخته الخامسة عشرة الذي نظم بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، والذي ابتدأت فعالياته من يوم 27 من شهر مارس وستمرت إلى غاية 1 من أبريل 2017، وقد اتخذت له الكتابة العامة للتنسيق الوطني شعار: “من أجل فعل طلابي مجتمعي… يصون التاريخ ويصنع التغيير”.

جاء الملتقى بهذا الشعار ليبرز عمق العلاقة بين الجامعة والمجتمع، فهو من جهة سعى إلى التذكير بالأدوار الطلائعية المنوطة بالطلاب باعتبارهم الطليعة المثقفة، والنخبة المتمتعة بقدر من الوعي السياسي، والإرادة الحرة، والمتشبعة بالوطنية الحقة لتكون الأمل في مجتمع أنكبته السياسات الفاشلة. ومن جهة أخرى جاء ليجعل الجامعة في صلب النقاش المجتمعي، ويخرُج بها من العزلة المفروضة عليها غصبا من قبل النظام الحاكم، ذلك أن الإعلام بسبب تلك العزلة المقصودة، يجف حبره وتتعطل كاميراته عن تصوير آلاف الفعاليات الإبداعية والإشعاعية والنضالية للطلاب في مختلف الجامعات، بينما يكون بالمرصاد لرصد أي أحداث عنف بهدف تشويه هذا المرفق الحيوي الهام.

ومن جهة أخرى فقد جاء هذا الشعار أيضا، ليؤكد أن الوحدة بين كل مكونات الشعب وفئاته كل من موقعه، في الجامعة أو في باقي مرافق المجتمع؛ هي الكفيلة بمواجهة كل المخططات الرامية إلى عزل بعض عن بعض، ومصادرة الإرث النضالي المشترك لأبناء الشعب الذي تراكمت فيه تضحيات جسام، وكفاحات ودماء واعتقالات، ومحطات شكلت كل واحدة منها نقطة ضوء تضيء طريق الأجيال المتوالية في صناعة التغيير…

احتضنت جامعة مكناس هذا الملتقى، وكانت كليات الآداب والعلوم والحقوق، مسرحا لإبداع تواصل لمدة أسبوع، ونجح في ملامسة اهتمامات الطلبة بأنشطته وفعالياته المتنوعة فكريا وسياسيا وعلميا ونضاليا وثقافيا…

وهكذا كانت كل فقراته متميزة، ومثل الطلاب في تلك الفقرات شعلة استمدت من الموقد المستمر الذي توارثته الأجيال سيرا على درب العطاء والإبداع، وهذه الصورة التي انتقيناها لكم هي لإحدى المسيرات التي صدحت فيها حناجر الطلاب ونددت وشجبت وعبر، ودخلت بذلك الملتقى في سجلات التاريخ الذهبي للحركة الطلابية المغربية.

هيئة التحرير.